لا يحتاج الشباب إلى مدح كبير بسبب رفضهم للواقع الذي كانوا فيه، ولا على الظلم الذي وقع عليهم وعلى الوطن، بل هو نتاج حراك وطني نابع من حرصهم على مستقبل البلد، وبسبب حجم الفساد الذي كان ماثلا أمامهم.
الشباب كان لهم دور بارز وسباق في الفترة السابقة، وذلك من خلال تبني مطالب اصلاحية، ورفض الإيداعات المليونية، والسعي الجاد والعمل الدؤوب في محاربة الفساد، وكانت النتيجة إيجابية لهم ولمستقبلهم وللبلد عموما، وأدى ذلك إلى تقديم تضحيات كبيرة وكثيرة.
الشباب كانوا يعملون بكل جد ونشاط دون أن يطلب منهم أحد ذلك، قاموا بترتيب أنفسهم ومتطلباتهم بطرق مذهلة مدهشة، الترتيبات كانت على مستوى عال ومتقن بنفس الوقت، ومن مختلف الشرائح والمشارب، ما أدى لحل مجلس الأمة، وجاء نواب جدد وفق ما يريده الشارع والشباب.
ومطلوب من الشباب اليوم أن يرتب صفوفه بشكل كبير ومختلف، ويشكل حكومة ظل شبابية تكون مطبخا للمقترحات والمشاريع المختلفة، ويتم ايصالها لنواب الأمة، ويضع أجندات خاصة اصلاحية ويعمل لها كذلك، حتى لو تطلب الأمر عمل مؤتمر وطني تتم دعوة الفاعلين منهم أو حتى يتم تبني وثيقة الشباب 2012، وهذا يحسب للنائب فيصل اليحيى الذي قام وتبنى هذه الوثيقة.
غير مرتاح شخصيا من القفز على دور الشباب من قبل الأغلبية البرلمانية، بل وتهميش دورهم وذلك من خلال عدم الاستماع لوجهة نظرهم على الأقل، وما القضايا التي تشغل بالهم ويريدون من الأغلبية أن تتبناها داخل قبة عبدالله السالم، فمطلوب الوعي من الشباب أولا، وإيجاد قنوات لتوصيل آرائهم ومقترحاتهم للنواب بشكل مباشر وواضح.
أخطر ما في الأمر هو أن يتم التصادم بين الشباب والأغلبية البرلمانية، وهذا ما سيشعر به الشباب نتيجة انغماس النواب في العمل البرلماني اليومي ولجانه، ولو لم يتم احتواء مطالب الشباب فإن التصادم الفكري قادم لا محالة.
مطلوب من النواب الوعي بقضايا الشباب أكثر من السابق، لأن الوضع اختلف كثيرا، وقد يكون العكس هو الصحيح، وهنا تكمن المشكلة والخطورة في نفس الوقت.
akandary@