إن الناس سواسية في كل شيء، التركيب الجسدي الداخلي والخارجي من أعضاء وأنسجة، لكنهم يختلفون في أشيائهم وأصواتهم وتصرفاتهم، ولا شك أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس جميعهم بتركيبات البنية الموحدة بوظائفها بإعجاز منه جل شأنه.
وما جعل كل إنسان ينفرد في تفاعله الكيميائي مع نفسه دون سائر البشر وينفرد بـ«بصمته بصفة عامة» ليكون ذلك الخاتم الإلهي المميز لكل إنسان وبهذا تحدى الله سبحانه وتعالى بإعجازه البشر بحيث لا يمكن أن يتشابه في بصمة الإبهام اثنان من البشر في العالم حتى لو كانوا من التوائم التي في كتابه الكريم حيث قال تعالى: (أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه، بلى قادرين على أن نسوي بنانه) سورة القيامة: 3 و4.
فالبصمة الجينية الوراثية هي تلك البصمة التي تلازم الإنسان طوال حياته ولا يمكن محوها والتخلص منها بأي طريقة كانت، كما ان هناك بصمة لقاع العين (الشبكية) وكذلك بصمه للقزحية، وبصمة للانحراف الجنسي في العين، ومن المستحيل تطابق بصمتين منها، حتى في الشخص نفسه هناك «بصمة العرق»، وذلك النموذج الغريب من البصمات والتي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: (ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون) سورة يوسف آية: 94، فقد عرف الأب ابنه من عرقه ورائحة قميصه، هناك بصمات أخرى أيضا «كلمة الصوت» فالأصوات كالبصمات لا تتطابق فكل منها بصوت مخالف للآخرين حتى التوائم يتميز كل منهم عن الآخر بصوته ومما لا شك فيه أن تكون بصمة الإبهام (بصمة البنان) كما أن بصمة الصوت تخرج من الإنسان لتميزه عن غيره وفي الآية الكريمة (حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) سورة النمل: 18، جعل الله النمل تتعرف على سيدنا سليمان وتميزه ببصمة صوته.
وهناك العديد من البصمات كبصمة المخ وهذه البصمة يتعرف خلالها على المشتبه به الجريمة أما بصمة الأذن فكل إنسان له بصمة مميزة في أذنه والتي لا تتغير مدى الحياة حتى زوال العمر.
وقد أطلق على البصمة الوراثية للإنسان Dna Fingerprints وعرفت على أنها وسيلة من وسائل التعرف على الشخص عن طريق مقارنة مقاطع (DNA) وتسمى في بعض الأحيان الطبعة الوراثية «DNATYPING»، وتترتب الجينات في خلايا الإنسان على 23 زوجا من الكروموسومات من نواة الخلية وتركيب الكروموسومات من الحمض النووي وبروتينات وتلعب هذه البروتينات دورا مهما في المحافظة على هيكل المادة الوراثية وبصمة الجينات وهي عبارة عن اختلافات في التركيب الوراثي وينفرد بها كل شخص عن الآخر.
هذا ملخص بسيط عن البصمة الوراثية التي خلقها الله سبحانه وتعالى لتكون إحدى معجزاته جل جلاله.