نبارك لكم المبعث النبوي الشريف لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلى الله عليه وسلم، اصطفاه الله تعالى قبل أن يبتعثه إتماما لأمره، فرأى الأمم فرقا في أديانها، عابدة لأوثانها، وكنتم على شفا حفرة من النار، مذقة (شربة) الشارب، ونهزة (فرصة) الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام، تشربون الطرق، وتقتاتون القد، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بمحمد صلى الله عليه وسلم، فأنار الله بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ظلمها، فأنقذكم من الغواية، وبصركم من العماية، ودعاكم إلى الطريق المستقيم.
فجعل الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة تنزيها لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس ونماء في الرزق، والصيام تثبيتا للإخلاص، والحج تشييدا للدين، والعدل تنسيقا للقلوب، وطاعتنا نظاما للملة، وإمامتنا أمانا من الفرقة، والجهاد عزا للإسلام (وذلا لأهل الكفر والنفاق)، والصبر معونة على استيجاب الأجر، والأمر بالمعروف مصلحة للعامة، وبر الوالدين وقاية من السخط، وصلة الأرحام منسأة في العمر ومنماة للعدد، والقصاص حقنا للدماء، والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين تغييرا للبخس، والنهي عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس، واجتناب القذف حجابا عن اللعنة، وترك السرقة إيجابا للعفة، وحرم الله الشرك إخلاصا له بالربوبية، فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، صلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه الميامين، (بالاستفادة من خطبة سيدتنا الزهراء عليها السلام).
[email protected]