اللقاء الذي أجراه تلفزيون الكويت مؤخرا مع سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، يبدو أنه خطوة إيجابية من حيث الشكل والمضمون، فمن حيث الشكل ابتعد سمو الشيخ ناصر المحمد عن الخطابات الرسمية المكتوبة وواجه الكاميرا مباشرة بكلام أقرب إلى العفوية المحببة للناس، واعتقد أنها رسالة إلى من أشاع أن الشيخ ناصر يهاب المواجهة العلنية أمام الجمهور في جلسة استجوابه في مجلس الأمة مع حفظ الفارق بين اللقاء والاستجواب. ومن حيث المضمون فما قاله الشيخ ناصر المحمد ينم عن وضوح مباشر وصريح، وإجمالا لا أعتقد أن هناك من يخالف سموه في كل إجاباته التي كلها ثقة وتفاؤل. لكن المشكلة أن هناك حاجبا بين مثل هذه الكلام الطيب وبعض أجهزة الدولة التي تصر على أنها غير معنية بهذه التوجيهات السامية، ولعل النموذج الواضح والصارخ في هذا الشأن هو تقاعس بعضها عن العمل المبرمج لوأد الفتن الدينية بين الكويتيين، إن لم تكن عاملا مساعدا مباشرا في تعميق التمييز وانتهاك مبادئ الدستور في العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص. وإن شاء الله في مقال قادم سنوضح بصراحة نموذجا كريها على ذلك، رغم تكرار الكتابات والخطابات والشعارات والاحتجاجات عليها، لكن «عمك أصمخ» وهو للأسف تحد سافر لكل ما هو سام وجميل في تصريحات قادتنا السياسيين حفظهم الله تعالى.
[email protected]