وهو مثل كويتي قال عنه المرحوم الشيخ عبدالله النوري إنه يعني ان المشكلة اكبر مما يتصورون! فبعد هزيمة 1967 امام اسرائيل وبداية الصحوة الاسلامية تنامت حتى انفجرت في ايران عبر جمهوريتها الاسلامية، وفي افغانستان على يد طالبان وشركائهم ثم مراحل التحولات الجديدة في الصراع العربي ـ الاسرائيلي ودخول حزب الله على خط المقاومة ودعمه لـ «حماس» داخل فلسطين المغتصبة، ومع سقوط الاتحاد السوفييتي عن القطبية العالمية في مواجهة أميركا، بدأ التحالف الاطلسي يتساءل: عمن «هو العدو الجديد؟!» وجاء الجواب من رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر: «ان العدو هو الاسلام»! (نقلا عن الغارديان والنيويورك تايمز 1/3/2002) وكانت قد جُربت الورقة القومية في اذكاء الفتنة بين العرب وخطر الفرس ولكن سرعان ما فشلت في اعقاب فشل حامي البوابة الشرقية للعرب ـ ما يسمي نفسه ـ هدام العراق، بل احرق هذه الورقة عندما تمادى في غيه لاسترداد نصر موهوم فاعتدى على اشقائه العرب عبر دولة الكويت وعبر تمرده على التحالف الدولي، فاحترقت الورقة القومية تماما! ومع سقوط هذا البعث العربي العراقي وصعود التيار الاسلامي بمدرستيه الشيعية والسنية في العراق حتى تجلى بالفعل «الهلال الاسلامي» و«الولاء الاسلامي»! فظهر الخطر فكان لابد من مواجهته بالسلاح القديم الجديد بالورقة الطائفية لعلها تفرق بين المدرستين المتناميتين فتسد وتوقف النمو عنهما وتصاعدهما ضد المصالح الاجنبية، فخرجت التصريحات وجند لها المجندون بكل الوسائل والثقافات من خطر الارهاب والتطرف السني ومن خطر تنامي الدور السياسي للشيعة في المنطقة: فالحذر من الهلال الشيعي المتمدد والحذر من ذبح الرقاب بالسكين السنية عبر الهوية الطائفية!
وما برز اليوم هو اليسير وما خفي اعظم وما هو قادم اخطر! فالقضية حقا هي اكبر من عصفور لندن وحماقات التكفير وما علينا الا ان نعتصم بحبل الله جميعا انه نعم المولى ونعم النصير ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
[email protected]