(إنا لله وإنا إليه راجعون).. خالص العزاء لأهل الكويت ولذوي الشهيد عبدالرحمن العنزي الذي قضى في ميدان حماية البلاد والدفاع عنها، أسكنه الله تعالى فسيح جناته.
وطبقا للروايات الصحافية (حيث لا توجد رواية رسمية حتى إعداد هذا المقال) فإن التعامل مع مثل هؤلاء المتسللين العراقيين ينبغي أن يكون على جانب كبير من الحيطة والحذر من غدرهم، حيث يعج العراق اليوم بالمجاميع الإرهابية، وإن تعددت أهدافها بين السياسة والتخريب وتهريب الممنوعات واللصوصية، فكيف ينزل أحد أفراد شرطتنا في مركبهم البحري دون غطاء أمني وحتى دون السترة الواقية من الرصاص؟! واذا كانت الحكومة العراقية ـ رغم كل الجهود الصادقة ـ لم تستطع أن تمنع بتاتا المتسللين من تفجير الأسواق والمنشآت الأمنية بسبب اختراقات ذاتية ـ كما قيل ـ فلا نعجب إذا ما أثبتت التحقيقات تعاون بضعة أفراد من خفر السواحل العراقية مع قتلة الشهيد العنزي سواء في تنفيذ المتاجرة بالممنوعات أو محاولة إنقاذهم من يد رجال الأمن الكويتيين وتهريب أربعة منهم الى داخل المياه العراقية!
وللأسف، يأتي هذا الحادث الأليم مباشرة بعد تصريحات المسؤولين العراقيين للوفد الاعلامي الكويتي بأنه لا رجعة للماضي التعيس في العلاقة الكويتية ـ العراقية، وإنما نحو تكريس العلاقات الطيبة والاحترام المتبادل وحفظ الحقوق السيادية طبقا للقرارات الدولية.
ومن المؤكد انه سيعمل البعض سواء عندنا أو عندهم لاستثمار هذا الحادث لكهربة العلاقات وتعميق الكراهية في الوقت الذي تتطلع فيه المنطقة وأهلها الى الاستقرار والازدهار بعد سنوات عجاف كان أبطالها صدام التعيس وزمرته المجرمة. فمن مصلحتنا ومصلحة العراقيين التعاون الأمني للقضاء على مثل هذه الخروقات المتكررة، لاسيما أن الخطة التنموية الكويتية تتطلع الى بناء موانئ ومواصلات ومنشآت تتعامل مع العراق كمحطة أولية للانطلاق البري نحو أوروبا، مثلما هي مصلحة العراق بالتعاون مع الكويت من أجل إفساح ممر مائي على الخليج للسفن المتجهة الى جنوب العراق.
زبدة الأمر، لابد من تنسيق جدي وصادق بين مركزي خفر السواحل الكويتية ـ العراقية للقضاء على المتسللين المجرمين الذين لا وطن لهم!
[email protected]