اليوم (امس) هو ذكرى وفاة نبينا الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم (28 صفر) حيث كان ذلك سنة 11هـ في المدينة المنورة، عظمة الاسلام في هذا الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم في سيرته وفكره ومشاعره كإنسان يمثل أطروحة السماء على الارض للانسانية جمعاء، ومصدقا لكل الرسالات السماوية من قبله، فهو الخاتم لمن سبقه من الانبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، والشهادة له هوية عقيدة المسلم، وتأكيدا وتذكيرا به صلى الله عليه وسلم عمدت الشريعة الاسلامية الخالدة أن فرضت على المسلم وجوبا واستحبابا أن يشهد المسلم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم مرات كثيرة في اليوم الواحد: في الاذان للصلاة والاقامة والتشهد داخل الصلاة علاوة على استحباب تكرار «الصلاة على محمد وآل محمد» حتى ورد ان هذه مصداق الآية الكريمة (ان الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) الاحزاب 56 ، كما جاء ذلك في التفاسير ومنها تفسير الدر المنثور للسيوطي (م6 ص647) نقلا عن البخاري ومسلم وأبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجة وغيرهم: قال رجل: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد علمناه، فكيف الصلاة عليك؟ قال: قل: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ال إبراهيم انك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم انك حميد مجيد» (انظر كذلك تفسير من وحي القرآن للمرحوم السيد محمد حسين فضل الله م18 ص344) علاوة على ما ورد من أحاديث شريفة في أجر وثواب وفضائل الصلاة على محمد وآل محمد ومنها: «حيثما كنتم فصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني» «كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي» «من صلى عليَّ في كتاب لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب»، «إن أبخل الناس من ذكرت عنده ولم يصل عليَّ».. إلخ. وفي ذلك احترام وتقدير لهذه الشخصية النبوية العظيمة وآله الكرام.
ومن المؤكد ان الكثير من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وكثير من المؤمنين والمؤمنات حتى عصرنا الحاضر والى ما شاء الله هم من يسيرون بدرب محمد وآل محمد فيغترفون من معين عظمتهم. وفي ذلك دلالة واضحة على استمرار قيادة النبي صلى الله عليه وسلم لأمته في حياته ومماته صلى الله عليه وسلم وهذا أسلوب من أساليب التكريم والتبجيل له من قبل أمته، والتي طالما حمل هم الرسالة لينقلها من الظلمات الى النور، حتى في آخر لحظات حياته الشريفة كان صلى الله عليه وسلم يؤكد على استمرار تسيير جيش المسلمين بقيادة الصحابي الجليل «أسامة بن زيد» رضوان الله عليه ثم طلب من الصحابة الذين حضروا عنده: «ائتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا»، ولكن للاسف جدل المسلمين حتى اليوم حرم المسلمين أنفسهم من قوتهم في وحدتهم، رغم ان الرسول صلى الله عليه وسلم ينادينا «من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم»!
[email protected]