إذا الكويت استشعرت الخطر منها، والسعودية صرحت بأنها ضد داعش الإرهابية وكذلك هي دول مجلس التعاون الخليجي ضد القوى المتطرفة الإرهابية، فالأمل ان تبادر إلى آلية لتحصين أراضيها ومواطنيها من هذا الخطر الداهم، بتقديم أنواع الدعم المالي والعسكري واللوجستي للعراق للمساهمة في الدفاع الوقائي عن دول المجلس وفي مقدمتها الكويت فالعراق الذي يمثل رأس الحربة ضد داعش في مجمله هو خط الدفاع الأول لدولنا الخليجية، ولا مناص من المساهمة الفعالة والعاجلة لدحر هذا الخطر في مهده قبل فوات الأوان.
واذا كان ثمة تحالف بين داعش والبعثيين أيتام صدام المقبور، الذين يتطلعون الى العودة لحكم العراق، فالخطر ادهى وأمر لان هؤلاء في رؤوسهم العفنة الثأر والانتقام من الدول الخليجية التي ساهمت وسهلت لقوات التحالف بقيادة أميركا، في سقوط نظامهم الصدامي عام2003.
ولابد كذلك من إقناع العشائر والقبائل العراقية والمجاميع الأخرى المتعاونة والمتحالفة مع داعش والبعثيين تحت دواعي ومبررات محاربة الإقصاء والتهميش الطائفي المتهمة بها حكومة نوري المالكي، بان تاريخ وممارسات هؤلاء العصابات تنبئ ألا صديق لهم.
انظروا الى البعثيين ماذا فعلوا بالكويت والسعودية بعد كل الدعم الذي قدم لهم إبان حربهم مع إيران وتحملهم كل حماقات قائدهم الارعن؟ انظروا الى داعش ماذا فعلوا باخوانهم الإرهابيين من قوات النصرة والقاعدة وغيرها وكيف كفروهم واحلوا ذبحهم في سورية؟
فمثل هؤلاء لا وفاء ولا صديق لهم ابدا، والتعاون معهم لن يفضي لمعالجة مشكلتهم، وانما الى ارتكاب تلك السيناريوهات المخزية عليهم ، وطريق حل مشاكلهم لن يكون إلا عبر المؤسسات الدستورية داخل العراق وليس بالاستعانة بالخارج، وبالذات بالعصابات المخادعة. ويمكن لدول مجلس التعاون القيام بدور الوساطة السياسية القائمة على الدستور والقوانين العراقية، والمواثيق الدولية، والعدالة الإنسانية، وتشجيعهم على للانخراط في حوار وطني جاد.
ان ترك العراق منفردا وحده في مواجهة خطر البعثيين وداعش وفي ظل تراخي وتردد الأميركان عن الوفاء بالاتفاقيات الأمنية والعسكرية معهم، لن يجعلهم ـ كما يبدو ـ مكتوفي اليدين بل سيلجؤون الى جيرانهم الآخرين الإيرانيين المتحمسين ضد التكفيريين والدفاع عن العراقيين وحماية العتبات المقدسة لآل النبي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وحينئذ ستشتغل أسطوانة التدخل والتوسع الايراني، وتصدير الثورة الخمينية، والولاء الخارجي للشيعة فيا مجلس التعاون الخليجي.. لا تتأخروا في دعم العراق الجريح.
[email protected]