مناسك الحج ليست أفعالا وطقوسا مجردة، إنما هي مجموعة من المعاني السامية التي تخلق من الحاج إنسانا جديدا ليعود كيوم ولدته امه، بحيث يتحلى بالآداب الإسلامية، ويتخلى عن الأخلاق غير السوية، حيث يتجلى ذلك فيما يواجهه من اختبارات مواقع الازدحام والتدافع، حيث تبرز «الأنا» بين الإيثار والاستئثار، وامتحان المفهوم الذي يلقى في الخطب والمحاضرات الإيمانية عن «عيال الله واحبهم إليه من أحسن إلى عيال الله».
لكن للأسف الشديد لاحظنا في حج هذا العام بعض الحملات الكويتية وخاصة خلال التواجد في صعيد عرفات وفي منى أنها تضع يدها على بعض المرافق العامة (الحمامات- أكرمكم الله)، وتحتكرها على حجاج حملتها فتضع حواجز تمنع الحجاج الآخرين من استخدامها رغم محدوديتها، في ظل غياب شبه تام للبعثة الكويتية الرسمية عن تفقد حجاجها في هذه الأماكن المزدحمة، حيث يبدو أن أعضائها مشغولون بأعمال حجهم المريح.
وشاهدت بنفسي عيانا مشادات وتهديدات متبادلة، كادت تصل إلى تشابك بالأيدي بين الحجاج الكويتيين.. وكل التبريرات التي تسوقها الحملة المحتكرة أنها اتفقت مع الطواف المقاول على ذلك مقابل المال، فهل يجوز له أن يتصرف في مرفق عام أنشأته السلطات السعودية لجميع الحجاج؟!
[email protected]