في الأساطير، ان أمهر السحرة هم في عُمان! لي صديق تأذّت والدته من تدهور العلاقة مع والده، فذهب الابن إلى عمان، فدلّوه إلى مكان أعمال سحر، دبّرته زوجة أبيه الجديدة!
شخصيا، ذهبت إلى سلطنة عمان وتجولت بها، من مسقط إلى صلالة، لم أجد هناك ساحرا واحدا، لكن سحرتني بنظافتها وتناسق عمرانها وطرقها التي تشق التلال والجبال التي تزيّن قممها الحصون القديمة.
وإن أردت سحر جمال الطبيعة الخلابة، فتوجه إلى صلالة في الخريف، فسترى العجب من أرض خضراء، تترقرق بين مرتفعاتها الينابيع والجداول بين الشجيرات اليانعة، في أجواء الضباب البارد الذي يحجب الشمس، سحر ينقلك الى الأرياف الأوروبية الرائعة!
الشعب العماني لطيف ومضياف، يعتز بزيه التراثي الأنيق، فيما تتدلى على صدر الرجال «الكركوشة» تضمّخ بالعطور والبخور، والرأس تزينه العمامة ذات الألوان المتعددة، أو «كمة» وهي طاقية مطرزة باليد بأشكال وزخارف جميلة.
لكن أهم ما ينعم به الشعب العماني هو احترامه لحرية التعددية الدينية، لمست ذلك في تنوع الحريات الدينية، وإن غلب عليها تعدد المدارس الإسلامية.
العام الماضي في كربلاء، كنت شاهد عيان عندما شد الانتباه الخطيب الحسيني العماني وقد أخذ بأفئدة القلوب المتفجعة بسيد الشهداء سبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأنهر دمع العيون الحرى.
لكن ما يسحر عقول الساسة، القيادة الحكيمة للسلطان الفذ قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد، رغم أن بلاده تقع على مشارف التوتر والصدام، لكنه حافظ على استقلاليته والتزم بمبادئ مؤتمر دول الانحياز والمواثيق الدولية المنصفة، فكسب احترام العالم، فإليه يهرع ساسة العالم يطلبون الموقف الحكيم الذي يصون استقرار البلاد، ويحقن دماء العباد.
[email protected]