الأوضاع السياسية الحالية الصعبة ليست حالة طارئة على الأمة بل يحدثنا التاريخ الإسلامي عن أوضاع صعبة وخطرة جدا كلفت الكثير من الجهود والأموال والدماء، وذلك من قبل وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حتى أن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام عبر عن هذه الجزئية بمشاعر الحزن والأسى في خطبته «الشقشقية» (انظر نهج البلاغة للشيخ محمد عبده): «.. فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون..» في إشارة إلى المعارك المؤسفة التي حدثت بين كبار المسلمين أثناء خلافته، والتي تحدث عنها الأديب المرحوم طه حسين في كتابه «الفتنة الكبرى».
وتستمر مرحلة الصراع وتوتر العلاقات حتى في الخلافة العباسية بين الأمين والمأمون، ويثار الجدل في شخصية الإمام التاسع من أهل البيت عليهم السلام، وهو الإمام محمد الجواد (195 - 220 هـ) الذي عمل على إغناء مدرسة أهل البيت العلمية المستمدة من الكتاب والسنة، ولم تستطع تلك الأحداث منعه عن القيام بدوره في التدريس والمناظرة والحوار العلمي، وتبنى آلية تعيين الوكلاء ونشرهم في الإقليم للتبليغ الإسلامي.
لكنه كآبائه عليهم السلام، لم يسلم من الحصار والعزل والاستدعاء المتعدد، حتى استشهاده وهو في مقتبل العمر!
(في رجب المحرم ذكرى ولادة أمير المؤمنين الإمام علي والإمام محمد الجواد عليهما السلام).
[email protected]