[email protected]سؤال رفعه أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام، فأجابه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، قائلا (طبقا للرواية الواردة):
«يا أبا الحسن!..الورع عن محارم الله عز وجل - ثم بكى - فقلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: «يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك» قال أمير المؤمنين عليه السلام: فقلت: يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟ فقال صلى الله عليه وآله: «في سلامة من دينك»...
يجود المسلمون بأنواع كثيرة من الاعمال الخيرة في هذا الشهر الفضيل. لكن أفضلها الورع عن محارم الله والتي مبعثها التقوى. لأنها الملكة التي ان تشربها كيان الانسان، وكانت صبغته الشخصية، أصبح لا يرى شيئا الا ويرى الله قبله ومعه وبعده، في فكره ومشاعره وسلوكه.
وقتل الانسان البريء يمثل انتهاكا صارخا للورع، ليكشف النقيض وهو حالة الفسق والفجور، وهو ما يمثل اليوم أكبر جريمة عالمية في حق المسلمين، عندما يتدثر القاتل بلباس الاسلام.
وفي هذه الأيام الأخيرة منه، يقدم لنا شهر رمضان نموذجا لهذه الجريمة، عندما أقدم أشقى الأشقياء على اغتيال الإمام علي عليه السلام، خليفة المسلمين، والأول في أئمة أهل البيت عليهم السلام، في أقدس مكان وهو المسجد، وأثناء أداء صلاة الفجر، الأقرب إلى الله!
وها هم اليوم خوارج العصر من أمثال الدواعش وأعوانهم، يمثلون الإرث النزق لذلك الشقي.
وفي مواجهة ذلك يتوجب على جميع المسلمين أن يحفظوا للإسلام وحدته ويظهروا قيمه الحضارية والإنسانية، وفي ذلك سلامة لدينهم ودنياهم من تلك العصابات المارقة.