«عيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم».
وقع قبل أيام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون والرئيس الأميركي دونالد ترامب وثيقة مشتركة، عقب لقائهما في سنغافورة، تستهدف نزع كامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
وهي بداية لعملية تفاوضية وصفت بأنها ستكون صعبة ومعقدة.
لكن في رأينا أن ما يهدد مثل هذا المشروع أن الطرف الأميركي ـ ممثلا بالرئيس ترامب ـ بدأ يفقد المصداقية في الالتزام والوفاء في الاتفاقات الدولية.
ففي الأسبوع الماضي حضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قمة مجموعة الدول السبع - بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان- التي بدأت أعمالها في مدينة كيبيك الكندية، رافعا شعار «أميركا أولا»، وذلك بعدما فرضت واشنطن على الحلفاء رسوما قاسية تهدد اتفاقات التجارة الثنائية الحرة، وقبل وصوله قال ترامب على «تويتر»: أستعد للتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا للمحاربة من أجل بلادنا بشأن التجارة «لدينا أسوأ اتفاقيات تجارة على الإطلاق»! مما أفسد على حلفائه هذه الاتفاقية.
لايزال العالم في دوامة انسحاب أميركيا من الاتفاق الدولي النووي بين إيران والاتحاد الأوروبي واميركا، رغم تمسك زملائه الأوروبيين بهذا الاتفاق، وحماس إيران للانطلاق من هذه القيود الدولية مع استمرار العقوبات عليها.
وفي العام الماضي تأسفت المفوضية الأوروبية بشدة لقرار الولايات المتحدة الانسحاب من اتفاقية باريس لمكافحة تغير المناخ! ما أربكها لإعادة الجهود لإبرام تحالفات جديدة في هذا الشأن البيئي.
في نهاية مارس الماضي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب: ان الولايات المتحدة ستنسحب قريبا من سورية، وستترك للآخرين أن يهتموا بهذا الأمر، وأن مهمة هذه القوات قد انتهت، مما يتيح الفرصة للقوات الأميركية للعودة للوطن، على حد قوله. ولكن سرعان ما تراجع عن هذه الخطوة، بسبب تدفق الأموال إليه، وزعل إسرائيل أن تترك وحدها في الساحة السورية.
كانت أميركا تمارس مبدأ المعايير المزدوجة، والآن تتوجه لترسيخ مبدأ آخر (أميركا أولا) كمبرر للحنث بأي التزام دولي. والدور المكرر المرتقب الآن على عرس كوريا الشمالية!
[email protected]