أعلنت وزارة الدفاع صراحة أن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد قد أجرى عملية استئصال ورم في الرئة.
وحسنا ما فعلت من شفافية، بعد انتشار شائعات سلبية عن وضعه الصحي في وسائل التواصل الاجتماعي.
ولا بد للحكومة أن تكون شفافة في كل القضايا التي هي محل اهتمام الشعب وذات تأثير مباشر عليهم، فإذا هي سكتت، أو تبنت سياسة «كل شيء على ما يرام»، أو اختارت اللون الرمادي في صياغة بياناتها، في محاولتها التستر عن الحقيقة مهما كانت مؤلمة أو محرجة، فالنتائج وخيمة ولو بعد حين، ولدينا تجارب مؤلمة! فالواقع اليوم غير واقع 1967 عندما صنع الإعلام العربي انتصارات كاذبة على إسرائيل، قبل الانكشاف على هزيمة منكرة، ما زالت تداعياتها الكارثية ماثلة للأعين حتى الآن.
وليس ببعيد عنا ليلة 2 أغسطس 1990 عندما نام مواطنونا على بيانات مطمئنة من الشقيق، ليستيقظوا وقد مسخت هويتهم الكويتية، وسيطرت جحافل قوات صدام حسين العراقية على حين غرة على مفاصل الكويت، ونصبوا فخاخ القبض على المسؤولين المهمين! وللأسف هذه السياسة الإعلامية ما زالت مستمرة -غالبا- في عالمنا العربي!
اليوم غير، فبفضل ثورة تداول المعلومات الفورية، أصبح كل مواطن بحد ذاته وزارة إعلام، يستقبل ويرسل ويتداول جميع ما يتم التستر عليه، حتى وان كان مشوها من مصادر مغرضة! بل القوانين المعنية لم تردع المغردين عن الولوج إلى المناطق الحمراء! حتى أصبح لدينا ما يسمى بسجناء الرأي!
الشعب هو المساند الأول لدعم القرار الرسمي، مادام هذا القرار صادقا، ومراعيا الاعتبارات الدستورية والإنسانية، خاصة عندما يكون المواطن مهددا في قوت يومه، وفي هويته الوطنية، وفي مستقبل أبنائه.
هو كله أمر بديهي ومعلوم، ولكن الذكرى تنفع المؤمنين.
[email protected]