مرة أخرى يرتكب القرار الأميركي خطأ جسيما في العراق عبر ضرب منشآت تابعة للحشد الشعبي وقتل وجرح مجموعة من أفراده، مما أثار سخط العراقيين الذين تنادوا لمحاصرة السفارة الأميركية من داخلها وخارجها ونسوا مظاهراتهم وسط بغداد ضد الفساد، قبل أن ينسحبوا احتراما لدولتهم العراقية. وللخروج من هذه الورطة بدأت أميركا مرة أخرى بتهديد إيران لتصدير الأزمة إلى خارج العراق، وهو أمر أكثر خطورة لأنه يهدد الإقليم بحرب كارثية، لا سمح الله.
يأتي ذلك في تزامن مع محاولات لتجريم وتسفيه الحشد الشعبي الذي تأسس تحت مظلة فتوى المرجع الديني آية الله العظمى السيد السيستاني، يوم أن اقترب الدواعش من أسوار بغداد، فتصدى لهم الحشد في الصف الأول ونجح في دحر الخطر المحدق للدواعش بتوفيق من الله عز وجل، ورد كيدهم في نحورهم فسلم العراق وجيران العراق - ومنهم وطننا الغالي الكويت العزيزة - من شرور الدواعش الذين عاثوا في الأرض فسادا.
ونتمنى ألا تستمر أميركا في استفزاز الحشد الشعبي ومناصريهم، بديلا عن احترام سيادة العراق وشعبه، فهم ما زالوا يرفعون ثارات مظلومية الإمام الحسين عليه السلام ويتنفسون منه روح الشهادة، ويلتمسون الصمود والصبر من أخته السيدة زينب عليها السلام، وهي القائلة: فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا، ولا ترحض عنك عارها (أي لا تغسله)، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد!! يوم ينادي المنادي: ألا لعنة الله على الظالمين!
5 جمادى الأولى ذكرى ميلاد السيدة زينب بطلة كربلاء عليها السلام، وكل عام وأنتم بخير.
[email protected]