من السهل أن تغني للوطن، أن تصفق، أن ترقص، أن ترفع علما، لكن أن تصبر، أن تعطي وتبذل، أن تساهم، أن تصد الإشاعات الكاذبة، أن تلجم الألسن التي تفرق، فهذا هو امتحان كشف معدن الإنسان.
مرت على الكويت محن، تجلى أهل النخوة فيها فبذلوا كل ما يملكون للجميع، فتحوا مخازنهم، تعاضد الشرفاء كالبنيان المرصوص في وجه الأحقاد الدخيلة، وضع الأبطال أرواحهم على أكفهم دفاعا عن الوطن.
الأعياد الوطنية الآن تتزامن مع محنة وباء «كورونا»، لتتكرر كل تلك الصور الوطنية التاريخية المشرقة وهم الأكثرية، مثلما تنكشف الوجوه القبيحة والألسن البذيئة القلة القليلة على حقيقتها، لتنهش في ذمم المواطنين القادمين من إيران، وتشكك في ولائهم الوطني!
دون أي اعتبار للتجربة القاسية التي مررنا بها وأعقبها الغزو العراقي البعثي الغاشم، هؤلاء القلة الدنيئة مرغوا علم الكويت ولم يرفعوه - شلت أيديهم - وشتموا الكويت وأهلها، ولم يغنوا لها - أخرس الله ألسنتهم - بثوا روح الأحقاد الفئوية، ولم يحموا الوحدة الوطنية - رد الله كيدهم إلى نحورهم - صدق من قال: كلما زادت المحن حولها أو قسا الزمن أصبح الناس كلهم كلمة في فم الوطن (إلا القلة الدنيئة).
[email protected]