نظرا لأهمية ما جاء في النطق السامي للخطاب الأميري لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله ورعاه - في افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الأمة وذلك يوم الثلاثاء الموافق 28 أكتوبر 2014 بأن بناء الإنسان الكويتي في طليعة أولوياتنا ليكون مؤهلا علميا وعمليا يملك الكفاءة والمقدرة والخبرة التي تتطلبها أسواق العمل، كما دعا حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله ورعاه - إلى دعم وتشجيع ورعاية الشباب، وضرورة أن نحاورهم ونسمع منهم ونشركهم في الأمر ونأخذ بأيديهم ندربهم ونؤهلهم لحمل مسؤولية كويت المستقبل.
ولا شك في ان هناك واقعا نراه وهو الاهتمام بالشباب من خلال وزارة الشباب وبرنامج إعادة هيكلة القوى العاملة وصندوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة والذي يهدف الى تدريبهم وتأهيلهم وتشجيعهم للعمل الخاص والحر، وفي المقابل هنالك واقع نراه في بعض الشباب الكويتي الطموح الذي يدير عمله الحر بنفسه وهنالك الذي يحقق اختراعات وتعتمد دوليا والحلم الذي نريده يتحقق هو: استمرارية هذا الواقع وزيادة نسبة الشباب الكويتي في العمل الحر وأن يتولى بنفسة مشروعه ويديره ويبيع ويشتري ويتعامل مع العملاء بدون ملل او كلل وعندما أذهب الى محل حلويات أو ملابس أو عطورات أو محلات صيانة آليات أو أجهزة التي يمتلكها كويتي أتمنى أن أرى صاحب العمل الكويتي بنفسه يتعامل معي وحتى نغير مقولة الكويتي مدلل أو اتكالي وهذه بحد ذاتها تحقق أمنيات وطلب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله ورعاه - التي كررها في أكثر من مناسبة.
لكن يبقى هنا تحد كبير وصعب على الحكومة بتغيير أداء الموظفين الكويتيين في الجهاز الحكومي ومنها تغيير أسلوب وطريقة العمل وأقصد بهذا هو أن الإنسان الكويتي تعود على الرفاهية والاتكالية ليس كلهم ولكن أغلبهم وخاصة الذين يعملون في الجهات الحكومية لديهم بعض السلوكيات والعادات التي لا تمثل الكويتي الأصيل وزمن الطيبين والذي نحتاجه منهم الترحيب والبشاشة والمساعدة وإنجاز العمل بدقة وسرعة وأمانة وتحليل راتبهم.
إن بناء الانسان الكويتي ليس تدريبا أو تأهيلا أو عملا حرا، لكن يجن ان يكون بناؤه سلوكيا، ويجب تغيير عاداته وغرس المواطنة والولاء فيه حتى نرى فيه ما نراه في بعض مواطني دول مجلس التعاون الخليجي الذين لامست شخصيا بعضهم من خلال انجاز معاملات لي في اجهزتهم الحكومية وخاصة في دولة الامارات، والحقيقة ان المعاملة الشخصية لموظفي الامارات لجميع المراجعين وإنجاز عملهم بالسرعة والأمانة هي هدفهم الاسمى، وقد رأيت أمام كل موظف جهاز تابلت فيه شاشة تتضمن استبيانا لتقييم عمل الموظف الذي أمامك وتقوم بتقييمه أثناء انجازك لمعاملتك ويذهب هذا التقييم مباشرة لإدارة الموارد البشرية لديهم، وهي بدورها التي تتابع هذه التقييمات وخاصة التي فيها ملاحظات وتعالجها أولا بأول مع الموظف الذي تم تقييمه حتى يصحح من أدائه، وهناك قانون وقرارات تطبق على الجميع دون استثناء او واسطة ولذلك تراهم مطمئنين ومنتجين ومحافظين على انجاز عملهم لأن الجميع سواسية أمام القانون، وهذا ما نريده في الكويت، لأن عدم تطبيق القانون على الجميع ووجود الواسطة والتفرقة هي التي تحبط الموظف الكويتي الذي يريد الإنجاز والعمل بأمانة.
www.kuwaiticonsultant.com