الاقتصاد القديم (التقليدي) اعتمد على الأرض ورأس المال والقوى العاملة من خلال الزراعة وصيد السمك والصناعة الحرفية، ولكن في السنوات الأخيرة وخاصة بعد انخفاض أسعار النفط وتأثر الدول المعتمدة عليه كإيراد وحيد أو يمثل أكثر من 90% من الإيراد.
بدأت دول الخليج العربي في وضع خطط واستراتيجيات اقتصادها على أساس اقتصاد المعرفة الذي يعتمد على الاستثمار البشري وتكنولوجيا المعلومات، حيث بدأت السعودية وقطر والإمارات الخطوات اللازمة والجادة للتحول الى الاقتصاد المعرفي لتلافي نضوب النفط وانخفاض أسعارها وتواكب متطلبات العصر الحديث.
إن إدارة المعلومات أو تكنولوجيا المعلومات أصبحت تعتمد عليها الكثير من الدول المتقدمة ليس في تصميم أنظمتها الداخلية ولكن لرصد كل البيانات والإحصائيات التي تنتج من بنك المعلومات الهائل الموجود في شبكات الانترنت في جميع دول العالم سواء على مستوى الحكومات أو الشركات أو الأفراد.
وهذه المعلومات يتم تحليلها وعمل دراسات بحثية للتوصل الى وضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة لسياسات الدول الاقتصادية والاجتماعية الحالية والمستقبلية.
وكذلك ضمنت هذه الدول مناهجها الدراسية في الجامعات والكليات بمادة الاقتصاد المعرفي وإدارة المعلومات، حيث تقوم على البحث العلمي وتُخرج أجيالا لديهم التخصص الذي يساعدهم في العمل بوظائف تحتاج لهذا النوع من الدراسة ولهذا الاستثمار في البشر ضمن خططهم لتسخيرها خدمة وطنهم.
وللأسف عندنا في الدول العربية والخليجية نستهلك التكنولوجيا لا ننتجها ولهذا مازلنا نستخدم ما يأتينا جاهزا من أنظمة أجنبية أو أجهزة مستوردة ولم نعتمد على انفسنا في بناء البنية التحتية التكنولوجية ولا باستثمار البشر الصحيح.
ولذلك أنصح حكومات دول الخليج العربي، وخاصة الكويت بالبدء الفعلي والجاد في تطوير مناهج التعليم وإدخال اقتصاد المعرفة وإدارة المعلومات والبدء في استثمار الشباب لإكسابهم المهارات والقدرات اللازمة في تكنولوجيا المعلومات ووضع الخطط والاستراتيجيات اعتمادا على تحليل المعلومات.
[email protected]
www.kuwaiticonsultant.com