هذا ما اطلق عليه البعض من نواب التأزيم، في يوم الجمعة الماضي شاركت كثير من الكتل النيابية والتيارات السياسية باعتصامات، فلم يمنع اغلاق وزارة الداخلية ساحة الصفاة اغلاقا محكما الشباب المنظمين لتظاهرة ساحة الصفاة من اتمام تظاهرتهم والقاء كلماتهم وانطلاق مسيرتهم بعدما تجمعوا في ساحة البلدية القريبة من ساحة الصفاة. فقد رفض المنظمون للتجمع التوجه الى ساحة الارادة التي حددتها وزارة الداخلية واستبدلوها بساحة البلدية ثم انتهوا الى ساحة الارادة التي مروا بها في طريقهم الى مبنى مجلس الامة.. ما حدث لا يقبله اي مواطن كويتي عاقل، من قيام بعض النواب بتحريض الحضور على حرق صور رئيس الوزراء في محاولة لاستفزاز رجال الامن ليتصادموا معهم، الا ان العملية لم تلق النجاح، عزيزي القارئ ليس فقط شخصية سمو رئيس الوزراء تم تمزيق صورته، ولكن تم تمزيق صور اخرى شملت رئيس مجلس الامة ووزراء ونوابا منهم نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ احمد الحمود، ونائب رئيس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الاسكان والتنمية الشيخ احمد الفهد، ونائب رئيس الوزراء ووزير العدل وزير الشؤون د.محمد العفاسي ود.معصومة المبارك، ود.رولا دشتي، وعسكر العنزي، وانطلاق هذه الاحتجاجات كان تعبيرا عن حالة الاستياء الشعبي ازاء موافقة مجلس الامة بالتعاون مع الحكومة على تأجيل الاستجواب المقدم لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، والمقدم من نائبين لمدة سنة كاملة، ما لم يصدر حكم من المحكمة الدستورية قبل ذلك، هذا الاعتصام الشبابي الذي تداعت اليه بعض القوى السياسية في يوم الجمعة الماضي كانت به هتافات تطالب برحيل رئيس الوزراء ونواب الاغلبية الذين اتهموا بالتغطية على ما وصفوه بفشل الحكومة واعتدائها على الدستور. وحمل المتظاهرون لافتات ورددوا شعارات عدة كا ابرزها «حكومة منتخبة ودائرة واحدة» و«حرية حرية حكومة شعبية» و«زنقة زنقة بيت بيت الله يعزك يا الكويت»، وبالمقابل حمل بعض المناهضين للمعتصمين لافتات كتب عليها «ناصر المحمد يبقى والنواب المؤزمون يرحلون».. فالكويت دولة قانون وحسب المادة (44) من الدستور والتي تنص على : «ان يكون للشعب حق التجمع الخاص والندوات والطرح الفكري والسياسي من خلال الاطر الدستورية والقانونية». ولكن هذه الافعال التي قام بها بعض المعتصمين غريبة ودخيلة على مجتمعنا الكويتي، وليس من عادات وشيم اهل الكويت، فبدلا من ان يستغلوا يوم الجمعة بأكمله في العبادة والصلاة والدعاء بأن يحفظ الله لنا الكويت ويديم علينا نعمة الامن والامان ويبعد عنا السوء استغلوه في الاعتصامات.. وفي هذه المناسبة احب ان اشكر وزارة الداخلية التي نجحت في فرض طوق امني حول الصفاة وسمحت للمتظاهرين في التجمع امام ساحة البلدية، بل وتابعت المسيرة التي انطلقت بعد ذلك الى مجلس الامة وامنت حماية المشاركين فيها، وكذلك سعة صدرها، والتعامل بحزم مع هذه الحادثة، واعطاء المسؤولين الاوامر بعدم التعرض لأي مواطن او مواطنة حتى لو قام المواطنون بالتهجم عليهم ـ وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.
[email protected]