استطاع رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم المحنك أن يدير الجلسة التي خصصت لاعتماد ميزانية الدولة رغم محاولات تعطيلها مع هوشة من قبل بعض نواب المعارضة.. رغم أن ميزانية الدولة معدة ومقدمة من وزارة المالية والحكومة إلا أن بعض النواب خصصوا تدخلاتهم لمهاجمة رئيس المجلس الذي ليس له أي علاقة بالميزانية المعروضة على المجلس.
ومما يؤسف له أن نشاهد هوشة بالأيدي والعقل دون أن نعرف ما الأسباب التي دعت البعض لافتعالها وصولا إلى التراشق بالعقل، إن الجلسة كان يجب أن تشهد نقاشا مفيدا حول ميزانية الدولة. كان من المفروض أن يقدم المعترضون نقاط الخلاف حول الميزانية على أن ترفع هذه الملاحظات إلى وزير المالية المسؤول عن إعداد ميزانية الدولة وعدم الخوض في مناقشات جدلية لا تفيد وليس لها أي علاقة بميزانية الدولة.. ولا شك أن المتابعين استاؤوا مما شاهدوه من تصرفات لا تتناسب مع أساسيات العمل البرلماني، أو المأمول في حوارات ومناقشات قاعة عبدالله السالم التي تعتبر بيت الكويتيين، ورمزا لهيبة بيت العائلة الكويتية ويجب أن نحافظ على هيبة هذا الرمز.
صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد في لقاء مع جريدة السياسة الغراء أكد من جديد وفي كل مرة على احترام الدستور وأشار إلى أنه عند الخلاف نلجأ جميعا إلى المحكمة الدستورية وعلى الجميع احترام أحكامها.. وقال سموه «إن الكويت وشعبها أمانة في رقبتي وهما خط أحمر لن أسمح أن يسيء لهما أحد».
وهذا يدل على اهتمام ومتابعة سموه لما يحدث من حوارات خلافية داخل مجلس الأمة وأنه مطلع على ما ينشر في الصحف المحلية.. وأشار إلى أن السلطة لديها من الإجراءات والقرارات والخيارات ما يضع كل من يتجاوز عند حده.
وهنا نذكر السادة النواب بأن اختيار صاحب السمو لرئيس مجلس الوزراء هو قرار ملزم وغير قابل لأن يعترض عليه.. وأما قضية إصرار البعض على صعود رئيس مجلس الوزراء المنصة لاستجوابه فإن هناك وزراء مختصين من الممكن أن توجه لهم استجوابات حول أداء وزاراتهم مباشرة بدلا من تحميل رئيس الوزراء الذي سيقوم بدوره في تحويل الاستجواب للوزير المختص.
كذلك نذكر بأن رئيس مجلس الأمة تم انتخابه من قبل أعضاء المجلس، ولا أدري ما الأسباب التي دعت البعض للمطالبة بإبعاده عن الرئاسة.
أتمنى ألا نضيع وقت المجلس في مهاترات لا تحقق أي شيء للمواطنين. كذلك نريد أن نعرف الأسباب التي دعت البعض لمحاولة الاعتداء على زميله بضربه وبالعقل..
المهم أن المجلس يحتاج لوضع قوانين للحد من الفوضى والتراشق بين النواب.. ويجب الالتزام بالحوار الإيجابي وعدم الخروج إلى الصراخ وتبادل الاتهام لأن كل هذه تعمل على تعطيل المجلس عن القيام بمسؤولياته وسن القوانين وتبني المشاريع الإنمائية.
من أقوال صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد: «نؤمن بنظامنا الديموقراطي ونفتخر به ولن نسمح لأي كان أن يعبث بالنظام»..
والله الموفق.