يقول عالم الاجتماع ابن خلدون: «العدل إذا دام عمر، والظلم إذا دام دمر».. لقد شهدت الكويت خلال الأسبوع الماضي مأساة جريمة بشعة، حيث قام أحد المدنيين المتعاطين للمخدرات بقتل والدته وعسكريا أثناء قيامه بواجبه.
لقد تجرد ذلك الشاب المتعاطي للمخدرات من كل القيم والسلوكيات الطيبة التي تربط الابن بأمه فانهال عليها وهي على سجادة الصلاة، حيث كانت تصلي الفجر.. كما قام بالاعتداء على أحد رجالات الشرطة أثناء قيامه في الشارع حيث كان يتابع عملية السير والتقيد بأنظمة المرور.
جريمة غريبة على المجتمع الكويتي وهي إقدام الشاب على قتل أمه التي تربى بأحضانها وسهرت الليالي وهي تحضنه وترعاه، لقد تخلى عن كل القيم وتناسى رعاية الأمومة في طفولته.. بل وتخلى عن إنسانيته وإخلاصه للبلد الذي وفر له كل سبل المعيشة مع أسرته.
إن هذا الحادث يحتاج إلى وقفة تأمل والتعمق بما يعانيه هذا المجرم الذي هان عليه كل شيء ليقدم على القضاء على أمه.. وحسب ما كتبته بعض الصحف فإن هذا المجرم استل سكينا حادا ليوجهه لصدر أمه التي أرضعته ولصدر الشرطي الذي وقف في الشارع ليراقب أمن الطريق والالتزام بنظم المرور، هذا العسكري الذي باشر عمله مبكرا ليتابع سير الطريق والمحافظة على نظام المرور.
لابد هنا من وقفة تأمل لمعالجة الأخطاء التي دفعت هذا الشاب التائه لأن يرتكب هذه الجريمة البشعة، وكذلك لابد من مراجعة ملفاته في الأمن وإدارة الجنسية والجوازات.
أصبح من الضروري تعقب كل الأخطاء والتجاوزات التي ساعدت هذا المجرم لأن يستغل وضعه ضمن أسرة كويتية ويتعدى على أمه الكويتية التي لم تتهاون في أمومتها له.
إن القضية لا تتوقف عند معاقبة مجرم بل لابد من معرفة كل السوابق التي أثرت في نفس هذا المجرم لأن يقوم بأبشع جريمة.. لقد آن الأوان لوقف كل محاولات البعض في التدخل بشؤون الأمن العام ووقف كل أعمال الوساطة.. كذلك لابد من ملاحقة تجار المخدرات وتجار الكفالات، لأن انتشار مثل هذه الممارسات هي التي تعمل على انتشار الفساد.
دعونا نتعاون كل أبناء الكويت للمحافظة على المجتمع الكويتي ونعمل على منع كل أنواع تفشي الفساد.. وأتمنى أن يكون هذا الحدث الذي أثار الرعب في المجتمع حافزا للتعاون بين مجلس الأمة والحكومة.
من أقوال المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله: «من الوعي والحكمة والعقل أن نتبصر حول المستفيد الأكبر من تعريض البلاد للفوضى والقلاقل ونتساءل أين تصب نتائج هذه الفوضى في المحصلة النهائية؟».