في خطاب تاريخي نيابة عن صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، أعلن سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، وبكل شفافية «لن نحيد عن الدستور ولن نقوم بتعديله ولا تنقيحه ولا تعطيله ولا تعليقه ولا حتى المساس به» هكذا أعلنها سمو ولي العهد، وبهذا أغلق الباب أمام كل من يحاول استغلال شعارات الدفاع عن الدستور.
وقال سموه: سيكون الدستور في حرز مكنون فهو شرعية الحكم وضمان بقائه والعهد الوثيق بيننا وبينكم.. لن نتدخل في اختيارات الشعب لممثليه ولن نقوم بدعم فئة على حساب فئة أخرى، بل سنقف من الجميع على مسافة واحدة هدفها فتح صفحة ومرحلة جديدة ومشرقة لصالح الوطن والمواطنين.. وناشد سموه المواطنين أن يستغلوا فرصة تصحيح مسار المشاركة الوطنية حتى لا نعود إلى ما كنا عليه؛ لأن هذه العودة ستكون لنا إزاءها إجراءات أخرى ثقيلة الوقع والحدث.
لقد كان سموه واضحا في دور المواطنين في اختيار أفضل لممثليهم، بعيدون عن الانتماءات الطائفية والقبلية، ودعا الجميع لأن يكون هدفهم الوحيد مصلحة الوطن والمواطنين.
لقد مررنا في الفترة السابقة في خلافات وخصومات داخل المجلس ومما يؤسف له أن هذه الخصومات ليست في مصلحة الوطن بل كانت خلافات وخصومات شخصية.
ونبه سمو ولي العهد بأن الدور الحكومي غاب في المتابعة والمحاسبة وعدم وضوح الرؤية المستقبلية مما ترتب عليه عرقلة التنمية، وأضاف أن الإدارة الحكومية والممارسة البرلمانية أدتا إلى تذمر وسخط المواطنين وعدم رضاهم عن عمل السلطتين. كما نلاحظ أن سموه لم يثن على جانب من السلطتين، وكان واضحا مدى تلمسه ما يعانيه المواطنون من عدم قيام السلطتين التنفيذية والتشريعية بما يملي عليهم واجباتهم تجاه الوطن والمواطنين، وكان حرص سموه على أن يعي المواطنون دورهم في تصحيح الأوضاع من خلال اختيار الأكثر وطنية وأن ولاءهم للكويت وليس للقبلية والطائفية.
ونبه سموه إلى ضرورة تفويت الفرصة على مرشحين استغلوا في الفترة السابقة انتماءاتهم غير الوطنية، وكانت دعوة سموه واضحة لأن يكون اختياراتنا للمرشح الوطني والذي يضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار، لقد آن الأوان علينا نحن المواطنين لأن نترجم تلك التوجيهات لسمو ولي العهد التي انصبت على المصالح الوطنية، وضروري أن نستغل فرصة تغيير الأوضاع السيئة التي شهدناها في المجلس خلال الفترة السابقة.
ولا يسعنا بعد الخطاب التي استمعنا إليه من سمو ولي العهد إلا أن نرفع أيادينا تضرعا إلى المولى القدير أن يحفظ أميرنا صاحب القلب الكبير وأن يحفظ سمو ولي العهد الذي تحدث للمواطنين بكل شفافية ورسم لهم خريطة طريق للمستقبل.
من أقوال سمو ولي العهد: «نناشدكم ألا تضيعوا فرصة تصحيح مسار المشاركة الوطنية حتى لا نعود إلى ما كنا عليه لأن هذه العودة ستكون لنا إزاءها إجراءات أخرى ثقيلة الوقع والحدث».
والله الموفق.