مازال الناس يتساءلون عن وجود داعش في المنطقة وكيفية الدخول إلى العراق وسورية.. كلنا يذكر كيف بدأ داعش في احتلال مدن عراقية ثم سورية.. كانت البداية في الموصل، حيث هاجمت عصابات داعش التي لم تتجاوز أعدادها ألفين وخمسمائة فرد الجيش العراقي والشرطة العراقية في الموصل والتي تصل أعدادها إلى أكثر من أربعين ألف عسكري عراقي.. وعندما بدأت المعركة بين داعش والجيش العراقي، فقد أصدر نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي أمرا بتسليم جميع الأسلحة العراقية التي يحملونها لعصابات داعش.. لا شك أنه أمر عجيب وطلاسم حتى يومنا هذا لم يتمكن أحد من معرفة حقيقة تلك الأوامر التي أصدرها المالكي للجيش العراقي.. واستمر داعش يسيطر على شمال العراق حتى صدرت له أوامر للتحرك إلى سورية واتجه إلى شرق سورية واحتل مدنا سورية متاخمة للمدن العراقية، وفي سورية لم تحارب عصابات داعش قوات بشار الأسد بل ساعدت الأسد في محاربة المعارضة السورية وغالبيتها من أحزاب إسلامية سنية مثل النصرة.. أصبح الأمر هناك أكثر وضوحا من حقيقة داعش.. كذلك لم تحارب في العراق أحزابا شيعية أو أنها قاومت الوجود الإيراني.. بل أيضا كانت تحارب العشائر السنية.. وهكذا يتكشف الدور الذي تقوم به عصابات داعش في المنطقة.. في سورية هي تدافع عن تثبيت الرئيس السوري بشار الأسد البعثي، وفي العراق تحارب لمنع أي وجود للعشائر السنية من أن تتولى السلطة في العراق..
هذا ما نراه على أرض الواقع، ولكن ما زلنا في حيرة من كيفية دخول تلك العصابات إلى العراق وسورية بهذه السهولة وإقامة دولة داعش في العراق وسورية، لا أحد يستطيع أن يحدد الجهة التي جاءت منها داعش إلى احتلال مواقع داخل سورية والعراق.. أيضا يتساءل الكثير عن الدعم المادي والمالي لداعش.. في الحقيقة شيء غير واضح لدى الجميع لأن كل دول المنطقة ترفع شعار معركة ومقاومة الارهاب وداعش، والشيء الأكثر حيرة هو موقف عصابات داعش من تدخل إيران في المنطقة دون أن يكون لها مواقف من التواجد الإيراني ونشاطه داخل دول الشرق الأوسط، يا ترى هل حاول أحدنا أن يعرف موقف داعش من إيران وعدم الاصطدام بتدخلها داخل سورية والعراق رغم تكشف بعض الأمور من تدخل داعش في سورية والعراق، إلا أننا ما زلنا نسأل عن الكيفية التي دخلت عصابات داعش إلى العراق وسورية ونتساءل عن موقف نوري المالكي الذي أمر الجيش العراقي بتسليم أسلحته لعصابات داعش دون مقاومة رغم تفوق الجيش العراقي الذي يحمل أسلحة حديثة.. يا ترى هل المالكي له علاقة بداعش وبمن يدعم داعش في المنطقة؟ قد يعتقد البعض أن المالكي يطمع في تأييد للفوز بالانتخابات العراقية حيث كان يشعر بعدم نجاحه.
سيأتي اليوم الذي ستنكشف فيه الأمور حول داعش ومن ساعد داعش لاحتلال سورية والعراق وكذلك ستنكشف الدول الأجنبية التي ساعدت داعش رغم ادعائها بمقاومة داعش في المنطقة، المهم ما حد خاسر وضائع في هذه المعمعة والفوضى إلا الشعب العربي الذي خذله حكامه الذين لا يحرصون إلا على مصالحهم وكيفية البقاء في السلطة وحتى على حساب شعوبهم.. لقد آن الأوان للشعوب العربية أن تعي الأوضاع السيئة التي تعيشها ودور زعمائهم في إلحاق الأذى والضرر لشعوبهم.. لابد أن نعيد حساباتنا في كيفية محاربة الفساد وعدم انتخاب أعضاء لا يهمهم إلا مصالحهم الخاصة وآخر مشاريع هؤلاء النواب هو حصولهم على جوازات خاصة ليحتفظوا بها حتى بعد خروجهم من المجلس.. يا ناس اصحوا واعملوا على بناء مستقبل واعد لأولادكم.. كفاكم سباتا والتخلي عن مسؤولياتكم الوطنية.. لابد أن تتخلوا عن رفع شعار «ماكاري»..
من أقوال الإمام محمد الشعراوي:
«ما نراه صعبا هو يسير على الله وما نراه كبيرا هو صغير عند الله وما نراه مستحيلا هو هين على الله فقط علينا أن نقصد بابه».
والله الموفق.