استطاع القاضي العادل عدلي منصور أن يقود أكبر دولة عربية وهي جمهورية مصر العربية لمدة سنة قبل الانتخابات الرئاسية عام 2013 إلى بر الأمان.. دون أي حوادث أو مشاكل، وتلمس الرئيس العادل عدلي منصور خلال تلك الفترة الاطلاع على كل المشاكل التي تعاني منها مصر في ظل الظروف التي نتجت بعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس حسني مبارك، وتولى الرئيس القاضي العادل عدلي منصور رئاسة الجمهورية المصرية بصفة مؤقتة بعد أن خرجت الجماهير المصرية في مظاهرات صاخبة تطالب بإسقاط حكم الاخوان برئاسة محمد مرسي.
وجاء اختيار المستشار عدلي منصور لرئاسة الدولة في فترة انتقالية بصفته رئيس المحكمة الدستورية وباتفاق مع بعض القوى الوطنية المعارضة لحكم الاخوان وبحضور شيخ الأزهر وبابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وممثل حزب النور، وأسفر الاتفاق عن إعداد خريطة الطريق حتى إجراء انتخابات جديدة وتمكن القاضي العادل الرئيس عدلي منصور من قيادة السفينة حتى وصلت إلى بر الأمان وجرت الانتخابات وانتخب الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيسا للجمهورية.
ولقد لخص القاضي العادل منصور تجربته أثناء توليه السلطة بست وصايا أراد أن يوجهها للرئيس الجديد للاستفادة من تجربته وهو إلى جانب تجربته كرئيس لفترة انتقالية فهو صاحب خبرة في القانون والعدالة، حيث كان رئيسا للمحكمة الدستورية وتولى رئاسة الفتوى والتشريع وتنقل للعمل من خلال تخصصه العمل ما بين وزارة العدل والخارجية، فإن هذه المناصب والمسؤوليات التي تولاها تجعل من الوصايا الست التي وجهها للرئيس السيسي ذات أهمية وفائدة عالية لمستقبل السلطة في مصر..
ولخص وصاياه الست في النقاط التالية:
٭ إنني على ثقة ستتقي الله في هذا البلد العظيم وفي شعبه الكريم فتكون لهم قائدا عظيما وأبا رحيما.
٭ أحسن اختيار معاونيك، فهم سندك ومعينوك على ما سيواجهك من مشكلات داخلية صعبة ووضع إقليمي مضطرب وواقع دولي لا يعرف سوى لغة القوة والمصالح.
٭ تقتضي الأمانة التحذير من جماعات المصالح التي تود أن تستغل المناخ السياسي الجديد لطمس الحقائق وغسل السمعة وخلق عالم من الاستفادة الجشعة يمكنها من استعادة أيام مضت يود الشعب المصري ألا تعود أبدا.
٭ إنني أوصيك يا سيادة الرئيس بالمرأة المصرية خيرا، فقد أثبتت أن مشاركتها نشطة فاعلة ووعيها ناضج متحضر.
٭ إنني أقول لك يا سيادة الرئيس إن القاضي المصري إن توافر له استقلاله ضمنت إحقاق الحقوق وإقرار العدالة.
٭ إنني أوصيك يا سيادة الرئيس بهذا الشعب الصابر خيرا، فحقوق الإنسان لا تقتصر على الحقوق السياسية والحريات المدنية وإنما تمتد لتشمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية مما يجعلني أوصيك بأن تجعل تنمية المناطق المحرومة نصب عينيك.
لا شك أنها وصايا تستحق الوقوف للاستزادة بما تضمنته تلك الوصايا من صفات ووجبات يجب توافرها في كل مسؤول ويتولى مسؤولية قيادة الدولة، وحبذا لو عممت تلك الوصايا على كل المسؤولين العرب للاستفادة من تجربة خبير ذات تاريخ عميق في العدالة والقيادة.. تحية للرئيس القاضي العادل عدلي منصور ولما قدمه من وصايا للقيادة الجديدة حتى تتواصل مشاريع التنمية في الشقيقة الكبرى جمهورية مصر العربية..
ولابد من أن أحيي أستاذنا الفاضل صلاح منتصر الذي جمع هذه الوصايا في مقال بجريدة الأهرام بتاريخ 8/6/2014.
قال الله تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا).
والله الموفق.