عملت مع الراحل أحمد يوسف بهبهاني لأكثر من 10 سنوات في جمعية الصحافيين، حيث كان بوسلمان أمينا لسر مجلس إدارة الجمعية ثم رئيسا للجمعية، وكنت خلال تلك الفترة عضوا بمجلس الإدارة ثم أمينا لسر المجلس.. وسافرت معه عدة مرات لحضور اجتماعات ومناسبات في مجال الصحافة الدولية، ولقد لمست خلال فترة زمالتي معه مدى رقي خلقه، فاستطاع أن يجمع كل مزايا الرجل المثالي، حيث خلقه الرفيع وتعامله الراقي مع زملائه وأصحابه، هذا إلى جانب أنه كريم لا يبخل بمساعدة أي زميل يشعر بأنه بحاجة للمساعدة وهو أيضا ليس من الناس الذين يتحينون أي فرصة باستغلال موقف ما للإساءة بل بالعكس كان دائما يحاول أن يخفف عن زميله من محاولات البعض للإساءة.
سافرت معه وأعضاء مجلس الإدارة المكون من يوسف العليان الذي كان رئيسا للجمعية وجاسم النصف إلى الولايات المتحدة للتعرف على هيئات الأمم المتحدة، وقد هيأ لنا مجال الزيارة وتفقد الأمم المتحدة الديبلوماسي المعروف محمد أبوالحسن حيث كان مندوب الكويت في الأمم المتحدة.. كما التقينا أيضا السفير الشيخ سعود الناصر الذي كان سفيرا للكويت في الولايات المتحدة وكان الزميل أحمد بهبهاني (بوسلمان) يحاول أن يطلع على الكثير من أعمال الأمم المتحدة.
وبعدما تولى رئاسة جمعية الصحافيين استطاع من خلال نشاطه واهتمامه بالتجمع العربي اختير رئيسا لاتحاد الصحافيين العرب وكان حريصا على المشاركة في كل أنشطة الاتحاد، وكان يرافقه الزميل عدنان الراشد الذي كان عضوا بمجلس الاتحاد العربي للصحافة واستطاعا من خلال اهتمامهما وجهودهما المتواصلة أن يبرزوا دور الصحافة الكويتية في مجال اللقاءات السنوية للصحافيين العرب.
لا أذكر أن الراحل أحمد بهبهاني رحمه الله قد أساء إلى أي زميل أو عضو في أي موقع، فهو بطبعه هادئ قليل الكلام وإذا تحدث يحاول أن يحترم رأي محدثه ولا يسفه برأيه، بل كان يثني على أي محاور، فهو شديد الحساسية ولا يحاول إحراج أي كان، وقد استطاع بهذه المثالية ان يكسب محبة كل معارفه، وفي عمله كرئيس لمجلة اليقظة كان حريصا على أن يجد مواضيع جديدة وعلى تحقيق أقصى فائدة من تلك المواضيع لقراء المجلة، وقد تمكن من أن يطور مجلة اليقظة حتى أصبحت من المجلات العربية التي يحرص على الاطلاع عليها القراء العرب.
الحقيقة ان الإنسان ليعجز عن أن يجد الكلمات التي تتناسب مع المثالية المتكاملة التي كان يتصف بها زميلنا العزيز الراحل أحمد يوسف بهبهاني، ولا يسعنا في مناسبة رحيله إلا أن نتضرع إلى الباري عز وجل أن يشمله بواسع رحمته وأن يغفر له وأن يكون من الذين اختارهم المولى مع الصالحين الأبرار، ليدخل معهم في جنات النعيم.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).