سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد قال في لقائه رؤساء تحرير الصحف المحلية «لن يفلت الفاسد مهما كان اسمه»، كما أشار سموه إلى أنه «لن يتستر على أحد في الصندوق السيادي الماليزي أو أي قضية بها شبهة الاعتداء على المال العام»، بهذه الشفافية تحدث سمو رئيس الوزراء عن قضية أساسية في قيام الدولة بمحاربة الفساد.
والقرآن الكريم تحدث عن الاعتداء على المال العام وعبر عن ذلك بالغلول ولقد جاء القرآن الكريم (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)، والأغلال هي الجناية والسرقة من المال العام إذن فإن الإسلام اعتبر الاعتداء على المال العام كما جاء في القران الكريم الغلول.
ولقد أدرك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم المدرسة الأولى، معنى الاعتداء على المال العام والغلول وحذروا منه وتحاشوه، وكان الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوصي عماله «لا تخونوا ولا تغلوا»، وكذلك الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حافظ على أموال الدولة التي تحت يده فكان يعلم أنه لا يحل له من هذا المال إلا حلتان حلة الشتاء وحلة للصيف وقوت أهله كرجل من قريش ليس بأغناهم.
وهناك أمثلة كثيرة على الحفاظ على المال العام. وبينت الشريعة عقوبة الاعتداء على المال العام كما هي في القرآن الكريم (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة). وتوقع على من يرتكب الاعتداء على المال العام عدة جزاءات، منها العزل من الوظيفة. وقد أوضح سمو رئيس الوزراء أن الحكومة لن تتهاون ولن تتساهل في كل من تثبت إدانته في الاعتداء على المال العام، لأن هذا المال هو أمانة وعهدة عند الدولة لأنها أموال الشعب ولا يجوز التصرف بأموال الدولة دون وجه حق، كما بين سموه انه سيحاسب كل الذين مارسوا الفساد والاعتداء على المال العام وأنه لن يفلت من العقاب أي مخالف للقوانين مهما كان منصبه.
وأشار سموه إلى أن تجار الإقامات سيحاسبون على الجرائم التي ارتكبوها لأنهم استولوا على المال بالتجاوز على القوانين، كذلك لن يفلت من العقاب من أساء إلى سمعة الكويت بزج اسم الكويت في المخالفة المتعلقة بالصندوق السيادي الماليزي.
وتحدث سمو رئيس الوزراء عن الاهتمام بالاقتصاد الوطني وأنه يجب أن نتبع سياسة تتناسب مع الوضع الاقتصادي. وأشار الى أن وضعنا المالي ممتاز لكن الوضع الاقتصادي يحتاج الى تغيير كبير في هيكلته. وتحدث سموه أيضا عن وضع طلبتنا وعن اتباع أسلوب حديث لتطوير التعليم والتربية. وأشاد كثيرا بالوضع الصحي. ونأمل أن تهتم الدولة بإنشاء مستشفيات ومراكز صحية في المناطق الحديثة وعدم إهمالها.. ولا يسعنا في الختام إلا أن نحيي سمو رئيس مجلس الوزراء على حديثه الذي لا يخلو من الشفافية في توضيح مختلف القضايا التي طرحها رؤساء تحرير الصحف المحلية.
آية كريمة (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون).
والله الموفق.