الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة ويكنى بأبي اسحاق.. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم عنه «هذا خالي فليرني امرؤ خاله» وهو ثالث من أسلم وعرف بالشجاعة وكان قائدا لجيش المسلمين الذي فتح العراق في موقعة القادسية الشهيرة وطرد الفرس بقيادة رستم القائد الأسطوري لدى الفرس وتمكن منه وقتله، وبذلك يكون هذا النصر أكبر انتصار للمسلمين حيث تمت هزيمة إحدى الامبراطوريتين الكبيرتين فارس والروم، لقد تحدى زعيم الكفر أبا جهل الذي حاول السخرية من الإسلام ومن الرسول صلى الله عليه وسلم ، دار الحوار بينهما سأله أبوجهل ماذا يقول صاحبكم بآلهتنا فأجابه سعد: يقول انها أحجار صماء.. فقال ابو جهل: خسئتهم فرد سعد: بل خسئتهم أنتم ما هي إلا أحجار ثم سأله ابو جهل: وما آلهتكم فأجابه سعد: إلهنا واحد لا شريك له.. خلق السماوات بغير عمد، وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم.. ثم سأله ابو جهل عن صلاتكم ما تلك الحركات التي تأتونها في صلاتكم كأنكم قردة نشطة ؟ ثم ضج أبو جهل وأصحابه بالضحك ويعيبون على صلاة محمد صلى الله عليه وسلم.. عندها لم يطق سعد صبرا فهجم على أحدهم وضرب بعظمة نعير فشج وجهه وسال دمه.
هكذا كان سعد بطل القادسية شجاعا لا يهاب في الدفاع عن دينه أمام اي كان.. وها هو يتصدى لسخرية زعيم الكفر أبو جهل.
وشهد البطل سعد بن أبي وقاص كل المعارك الاسلامية بدر وأحد والخندق والحديبية وخيبر وحمل راية من ريات المهاجرين يوم فتح مكة، وكان سعد شجاعا وله سلاحان سهمه ودعاؤه.. فكان إذا رمى في الحرب أصاب عدوه وإذا دعا استجاب الله دعوته.. وهذا بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم له حيث قال: (اللهم سدد رميته وأجب دعوته).
ومما يروى من استجابة الله لدعوته قول عامر بن سعد:رأى سعد رجلا يسب عليا وطلحة والزبير فنهاه فلم ينته فانصرف الرجل وذهب سعد يتوضأ وصلى ركعتين ثم رفع يديه وقال «اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب أقواما سبقت لهم منك الحسنى وإنه قد أسخطك سبه إياهم فاجعله آية وعبرة» فلم يمض وقت طويل حتى خرجت من احدى الدور ناقة شاردة لا يردها شيء حتى دخلت على زحام الناس كأنها تبحث عن شيء ثم اقتحمت الرجل فأخذته بين قوائمها ومازالت تتخبطه حتى مات، وكان سعد رضي الله عنه نظيف القلب صادق اليقين كثير البكاء من خشية الله ولا يأكل إلا الحلال من الرزق وكان كثير المال وكثير النفقة في سبيل الله.
وذات يوم كان النبي جالسا مع أصحابه فقال لهم (يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة) فكان سعد رضي الله عنه وقد لاذ به عبدالله بن عمرو بن العاص فيما بعد سائلا اياه بما استحق هذه المرتبة، فقال سعد لا شيء أكثر مما نعمل جميعا ونعبد غير أني لا أحمل لأحد من المسلمين ضغنا ولا سوءا..
هكذا كان سعد بن أبي وقاص شجاعا في معاركه وشجاعا في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه المسلمين ويواجه كل من يحاول الإساءة للإسلام، رحم الله سعد بن أبي وقاص وغفر له فهو من العشرة المبشرين بالجنة..
آية كريمة: (فضلاً من ربك ذلك هو الفوز العظيم).
والله الموفق.