تعالوا لنقلب في كتب التاريخ الإسلامي لنختار شخصية عاصرت النبي صلى الله عليه وسلم.. وسنتحدث عن الصحابية التي اشتهرت بالفقه والشجاعة والكرم والانقياد لأوامر الله تعالى وهي الصحابية الجليلة أم سليم بنت ملحان، وهي أم الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه.
ولقد ربت ابنها أنس على التعاليم الإسلامية فهي التي شجعته على الدخول في الإسلام وعلمته في صغره.. قول لا إله إلا الله.. والشهادة بقول أشهد أن محمدا رسول الله.. فنشأ أنس في كنف صحابية جليلة مؤمنة ومنعت زوجها الذي لم يدخل الإسلام من الاعتراض على إسلام ابنه أنس.. وبعد قتل زوجها مالك.. امتنعت عن الزواج حتى تتولى تربية أنس وحلفت ألا تتزوج قائلة: لا أتزوج حتى يأمرني أنس.. وجاءها أبو طلحة الأنصاري يعرض عليها الزواج وكان مازال مشركا فردته، وقالت له أرأيت حجرا تعبده لا يضرك ولا ينفعك أو خشبة تأتي بها النجار فينجرها لك هل يضرك؟ هل ينفعك؟ فوقع في قلبه الذي قالت، فأتاها فقال لقد وقع في قلبي الذي قلت وآمن.. وعندها قبلته زوجا وقالت له: لا آخذ منك صداقا غيره، وعند ذلك قال لها أبو طلحة فمن لي بذلك.. قالت النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم يعلن إسلامه.. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجل أم سليم ويحترمها ويزورها وأثناء إحدى الزيارات قالت له: إن لي خويصة قال: ما هي؟ قالت خادمك أنس فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به..
وكان لأم سليم رضي الله عنها جهاد مشكور مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله يغزو وأم سليم رضي الله عنها ونسوة معها من الأنصار يسقين الماء ويداوين الجرحى.. وفي غزوة أحد خرج مع المسلمين أربع عشرة امرأة يحملن الطعام والشراب على ظهورهن ويسقين الجرحى ويداوينهم وكان منهن فاطمة الزهراء وعائشة وحمنة بنت جحش وأم أيمن وأم عمارة وأم سليم رضي الله عنها وكانت عائشة وأم سليم تحملان القرب يوم أحد.. فكان أن بشرها النبي صلى الله عليه وسلم بدخولها الجنة.
هذه أم سليم نموذج المرأة المسلمة المجاهدة في سبيل الله فقد قضت حياتها بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم تجاهد من موقعة إلى أخرى وهي أم أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لقد شاركت أم سليم في أكثر من معركة، وكان لها الأثر الطيب على ابنها أنس حيث علمته قول الشهادتين، وحافظت عليه ومنعت زوجها مالك الذي لم يدخل الإسلام من أن يمنع ابنه أنس من أن يكون من المسلمين الأوائل وأن يكون خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أية كريمة:
(وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين).
والله الموفق.