إن ما يشهده وطننا الغالي في هذه الايام يوجب علينا أن نقف مع أنفسنا وقفة صريحة وواضحة تهدف الى وضع النقاط على الحروف، والعمل على إصلاح دفة السفينة حتى نصل ببلدنا الى بر الأمان، ونعيش حياة مستقرة يكون عنوانها: «كن جميلا ترى الوجود جميلا»، نعم قامت المحكمة الدستورية بحل المجلس برئاسة السعدون وعودة المجلس المنحل برئاسة جاسم الخرافي، وقد يظن كثير من الناس أن ذلك تشويه لصورة الاستقرار الذي نسعى اليه ونطمح أن نعيش حياة هنيئة مليئة بالأمن والطمأنينة لكل مواطن ولكن كما يقولون «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن»، فقد يكره الجميع ذلك، ولكننا مازلنا نعيش على أمل أن يكون ذلك التغيير هو الدافع الحقيقي الذي يقودنا الى ما نريد وما نبتغيه في كل محافلنا الدولية والعالمية.
إننا نقول بكل صدق إن الصورة مازالت معلقة وان زمامها مازال بعافية ليحافظ على هذه الصورة الجميلة التي طالما رسمها العالم لبلدنا الحبيب الكويت، ان المواطن الكويتي لا يريد من حل مجلس الأمة إلا أن يعرف أنه يعيش في بلد يحافظ على شخصيته وكيانه، بلد يعرف للمواطن حقه في أن يعرف لماذا تم التغيير والإحلال، ولماذا تمت الدعوة لمجلس الامة السابق، ولماذا تم حله وإقالته.
فإذا عرف ذلك واطمأن الى احترام الحكومة لعقله وفكره جدد الثقة فيها وعرف أن احترامه هو احترام لسماء البلد الذي يجمع الكل تحت مظلة واحدة، ألا وهي مظلة السعي لرفعة هذا الوطن الحبيب، فهل سيتحقق أمل المواطن في وجود مجلس يتم اختياره على بصيرة من أمرنا، ويكون هو المجلس المنشود والمنتظر في أن يعيد الأمن والاستقرار لبلدنا الحبيب. إن المتأمل في الاحداث والأوضاع الجارية يرى أن الوضع قد عاد الى نقطة الصفر مجددا وعدنا الى الشغب من جديد، ليكن شعارنا في الفترة المقبلة «الكويت فوق الجميع»، الكل من أجلها. وهي ترعى الكل، فيجب علينا رد الجميل الآن وبالوقوف بيد من حديد لكل من يحاول زعزعة استقرار بلدنا الغالي والأيام المقبلة ستكون خير شاهد على صدق وإخلاص كل كويتي عند اختيار من يمثله في مجلس الأمة المقبل.