عبدالرحمن العوضي
مرة أخرى بدأت تظهر علامات التخويف والتهويل من الضربة القادمة لإيران رغم ان حكمة قادة مجلس التعاون اكدت انهم ليسوا طرفا في حرب اميركا مع ايران، كما ايدوا ان تعطى ايران الحق أسوة بباقي بلاد العالم بتطوير امكاناتها لاستعمالات الطاقة النووية في المجالات السلمية، كما اكدوا ايضا ان على الغرب ان يساعد دول مجلس التعاون الخليجي لتوطين هذه التكنولوجيا وتطويرها من اجل المستقبل الذي سيعتمد كثيرا على هذه الطاقة النووية، حيث إن باقي انواع مصادر الطاقة ستكون عرضة لكثير من الضرائب نظرا لما يسببه هذا النوع من الوقود الاحفوري من اضرار كبيرة للبيئة وكذلك احتمال نضوبها، ولا استغرب ابدا انه في المستقبل القريب سيحمل مصدر الوقود الأحفوري والنفط بصورة خاصة ضرائب لتحمل ما يسببه هذا الوقود من تأثيرات سيئة على البيئة.
بطبيعة الحال التصعيد الاميركي والتهويل والتخويف هدفه التالي: تسويق الكميات الكبيرة من الصواريخ وغيرها من المعدات الحربية والأسلحة حتى تستفيد من فائض ما لدينا بسبب ارتفاع أسعار النفط، ولكن من المعلوم ان ما يدعونه الدروع الصاروخية الواقية من الصواريخ الايرانية لا تتعدى انها اكذوبة يحاولون بها الحصول على اكبر مبلغ ممكن من عائدات نفطنا، وبعد انتهاء المعركة بينها وبين ايران، اذا قامت، فستتحول الى خردة لا توجد لها حتى اسواق يعاد بيعها فيها.
والخطورة بطبيعة الحال تكمن في رد الفعل الايراني اذا حدث هجوم اسرائيلي عليها فسيكون بطبيعة الحال عليَّ وعلى أعدائي، لأن الدمار الذي نسمع عنه من هذه الحروب دمار يطال الحرث والنسل، وسنكون نحن احد اهداف ايران الانتقامية لأنها تعتبرنا متحالفين مع اميركا، ومعنى ذلك فإن الدمار الأكبر سيكون من ايران على اراضينا ومنشآتنا وبيئتنا، وكما يعلم الجميع فإن اسلوب الحروب الايرانية لا تعتمد فقط على الصواريخ، بل تعتمد في الكثير ايضا على البشر الفدائيين الذين يمكنهم ان يدخلوا الى كل مرفق بما يحملونه من وسائل ليدمروا هذه المرافق.
فالنتيجة الحتمية ان اميركا قد تكسب المعركة مع حليفتها اسرائيل وتتركنا مع الدمار الذي يحصل لنا من جراء هذه الحروب، حيث ان حروب الأقوياء دائما قد لا تؤثر فيهم بعض الشيء، ولكن ما يتأثر ويتدمر هو الارض التي يحاربون عليها، ونحن سنكون تلك الارض لو حدثت هذه الحرب.
وعسى الله ان يبعد عنا هذا الشر.