يأتي إعلان المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بتحقيق أرباح كبيرة خلال النصف الأول من هذا العام صادما شيئا ما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت على العالم أجمع دون استثناء، وهو ما يجعلنا نتمنى ألا تكون تلك الأرباح ناجمة عن بيع أصول مدرة في محفظة التأمينات.
ولا شك أن هذا الإعلان يبشر بخير ويتطلب من الإدارة في الوقت ذاته توضيح كيفية احتساب الأرباح؟ وهل هي أرباح فعلية محققة أم مجرد إعادة تقييم للاستثمارات وبيان استثمارات المؤسسة محليا وإقليميا ودوليا، خاصة أن أصول الاستثمارات تصل إلى أكثر من مائة وثلاثين مليار دولار والأرباح نصف السنوية تقدر بأكثر من اثني عشر مليار دولار.
إلى هنا والأمر اقتصاديا إيجابي ويحسب للإدارة الجديدة هذه الشفافية، ولكن يبقى التساؤل المهم ما الفائدة العائدة للمتقاعد، خاصة أن مؤسسة التأمينات الاجتماعية تعتمد على الاستقطاعات المالية الشهرية من موظفي الدولة وما تأخذه من أرباح على ما تقدمه من قروض للموظفين والمتقاعدين!
إن مجرد الإعلان عن هذه الأرباح يضع المؤسسة في وضع لا تحسد عليه، فعليها أن تبادر بتقديم منح مالية للمتقاعدين ورفع العلاوة التي لا تذكر والتي تصرف لهم كل ثلاث سنوات وتوجيه جزء من الأرباح لإقامة مشاريع ترفيهية ورياضية وطبية وعلمية خاصة بالمتقاعدين حتى يشعر المتقاعد بأن هذه المؤسسة تعمل من أجله وليس مجرد مؤسسة مالية تهدف إلى الربح فقط.
نأمل من المسؤولين في مؤسسة التأمينات الاجتماعية النظر بعين الاعتبار الى تلك الأمور حتى يشعر المتقاعد بأن ما يتم استثماره يعود جزء منه إليه كمنح أو مشاريع، والتي نأمل أن نراها في القريب العاجل وإلا ما فائدة الإعلان عن أرباح قياسية دون أي فائدة للمتقاعد؟!
[email protected]