يشكل الامن هاجسا لكثير من الدول المتقدمة منها والنامية، وكثيرا ما نرى من فقدان الامن للعديد من الدول، ولذلك تعمل الدول بأقصى طاقاتها للحفاظ على امنها بتوفير الامن والامان لمواطنيها وبتعزيز القدرات الامنية، وخاصة حماية منافذها المختلفة وبالاخص البحرية والبرية.. وهنا في دولتنا العزيزة الكويت نقول عبارة اللهم أدم علينا نعمة «الامن والامان»، ونكررها دائما، وحتى في أحلك الظروف الامنية تجد الاصطفاف المجتمعي بكل اطيافه يقف صفا واحدا مع الجهاز الامني وداعما له في الحفاظ على امن المجتمع ومقدراته ومكتسباته، لأن اي خلل في الامن ستكون تبعاته وعواقبه خطيرة على الامن الداخلي.. «فالامن» يعني قدرة الدولة على حماية حدودها وكيانها وتماسكها الداخلي من مخاطر، والذي يتبعه تلقائيا «الامان» الذي يشعر به المواطنون والمقيمون على حد سواء بالتبعية وتحقيق الامن والسلم الاجتماعي، والذي يعتبر العمود الفقري لاستقرار اي مجتمع من المجتمعات، وازدهاره اقتصاديا، واجتماعيا، وسياسيا.
ولا شك ان وراء تحقيق الامن والامان في مجتمعنا اجهزة امنية متعددة تعمل كل في مجال اختصاصها لتحقيق الامن والاستقرار تأتي في مقدمتها المهام الامنية التي يقوم بها رجال خفر السواحل العين الساهرة على حماية حدودنا البحرية الطويلة لأي محاولة تهريب او تسلل بحري او تجاوز المياه الاقليمية بصورة غير مشروعة دخولا او خروجا بقيادة الفريق الشيخ محمد اليوسف الوكيل المساعد لامن الحدود، والتي تقف بالمرصاد لمن يحاول الاقتراب من مياهنا الاقليمية، فعملها دؤوب على مدار الساعة عبر منظومة رقابة امنية حديثة والتي يعتقد البعض ان البحر هو الوسيلة الاسهل للخروج بطريقة غير شرعية ولتهريب الممنوعات وبالاخص المخدرات.. ولعل اوضح صورة لذلك ما يتم رصده من تجاوز لسفن او قوارب او صيادين لمياهنا الاقليمية مؤخرا، وانني على يقين بأنه لو كانت هناك ثغرة صغيرة في منظومة حماية الحدود البحرية، يستطيع اي متهم كائنا من كان النفاذ منها لما تأخر من استغلالها للهروب خارج البلاد! ولا شك ان حماية ومراقبة المياه الاقليمية ليستا بالامر السهل، حيث تتقاطع خطوط الملاحة التجارية مع قوارب وسفن الصيد وكذلك المتنزهون وحتى ناقلات النفط، اضافة الى تقلب الاحوال الجوية، ما يلقي عبئا اضافيا على خفر السواحل في بذل المزيد من الجهد لمراقبة المياه الاقليمية من اي عابث يريد الإخلال بالأمن، باعتبارها الجهة الوحيدة التي تقوم بهذا الدور الحيوي في حماية حدودنا البحرية والتي تعتبر الخط الاول في حماية امن الجبهة الداخلية، والتي تستحق كل الدعم المادي والمعنوي.
[email protected]