لا يختلف أحد على أن هناك إنجازات حكومية كبيرة في مجال المشاريع التنموية وخاصة البنية التحتية والمنتظر الانتهاء منها تباعا خلال الأعوام القليلة القادمة وهي واضحة للعيان، ولكن يبقى التساؤل المهم هل هذه المشاريع تكسب ثقة المواطن؟ والجواب أتى على لسان وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله بأن الثقة «شبه معدومة» لعدم استعداد المواطن لسماع إنجازاتها ! إجابة تحمل في طياتها الكثير من النقاط لعل أولها ما السبب في تلك الثقة شبه المعدومة ؟!
هل أجريت دراسات لاستطلاع رأي المواطن حول ذالك؟ وإنني على يقين بأنه مهما عملت الحكومة من مشاريع تعتبر متخلفة وأنها لن ترتقي إلى ما يطمح إليه المواطن من مشاريع في مجالات البنية التحتية والتنمية البشرية ومكافحة الفساد وهدر المال العام وتكافؤ الفرص.
وخاصة فيما يشاهده من تقدم وسرعة في الإنجاز والمحاسبة بالدول الأخرى ! نعم الوزير وشكرا لصراحتك وكمواطن أشير بداية إلى أن إنجازات الحكومة في مجال البنية التحتية يجب أن تكون متماشية مع التطور، وعلى سبيل المثال لا الحصر أين وسائل النقل الجماعي المتطورة كالقطارات او المترو أو ما تسمى underground أو subway؟ أين المشاريع الترفيهية التي تحتاجها الأسر الكويتية! أين المناطق الذكية!
أين مشاريع الطاقة الشمسية؟ وقبل كل ذلك أين الخدمات الإلكترونية لإنجاز المعاملات بدلا من المراجعات الورقية التي لا تعد ولا تحصي ! والتي نسمع عنها دون ان تجد طريقها للتنفيذ إلا القليل منها! أين المراقبة في إنشاء المشاريع الحكومية وبالتالي المحاسبة عن أي تقصير وأوضح دليل تطاير الحصى من الشوارع والذي لا نجده الا هنا ؟! أين الجسور التي تربط الجزر الكويتية وخصوصا فيلكا ! أين الوسائل الحديثة في نظافة المدن؟ وغيرها من الأمور.
ونقطة أخرى أشار إليها الوزير العبدالله إلى أنه تمت تسمية 64 ناطقا رسميا لكل الجهات الحكومية لنفي الإشاعات؟ ولنا في ذلك وقفة، أولا: فأين هم؟! للأسف نجد أغلب تصريحات الجهات الحكومية من الوزراء والوكلاء وكأنهم أصبحوا الناطق الرسمي لجهاتهم وتركوا أساس عملهم وهو التخطيط وتنفيذ الخطة الحكومية وبرامجها ومتابعتها ! وثانيا: هل عملهم أي الناطقين الرسميين فقط لنفي الإشاعات؟!
إن عملهم أشمل بذلك بكثير ويجب ان يكونوا مؤهلين والإلمام بعمل جهاتهم ! والحقيقة تقال انه لا يوجد ناطق رسمي في الجهات الحكومية الا شخص واحد وهو العميد عادل الحشاش مدير الإعلام الأمني بوزارة الداخلية لإيمان قيادة وزارة الداخلية ليس الآن فقط بل من عقود مضت بأهمية التواصل مع الجمهور الداخلي للجهاز، والخارجي مع المواطنين والوافدين والتواجد على مدار الساعة للرد على أي استفسار او توضيح معلومة او توعية، وبالتالي هي المدرسة لكل ناطق رسمي يريد الاستفادة من خبراتها في كيفيه التواصل وكسب ثقة المتعاملين معها.
نعم، معالي الوزير ملاحظتك وتصريحك يستحق الدراسة وليس تصريح يقال ويكون في طي النسيان ان كنا فعلا نريد الارتقاء بدولتنا العزيزة وكسب ثقة المواطن.
[email protected]