أكدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قبل عدة أيام في حكم لافت، مبدأ قانوني مهم يجب الوقوف عنده من أن التعدي على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والإساءة إليه لا يمكن إدراجه ضمن حرية التعبير. ولا شك حرية التعبير وإبداء الرأي مكفولة للجميع وفق ضوابط منها ألا تتعدى على حدود الآخرين ومعتقداتهم. هذا الحكم لم يأت من فراغ بل تأييد لحكم محكمه الاستئناف النمساوية التي قضت بتغريم سيدة نمساوية مبلغا من المال لإساءتها إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
ولنا في ذلك الحكم وقفة كم نحن أحوج إلى مثل هذه الأحكام في عالمنا العربي والإسلامي في الحفاظ على حرية التعبير دون أي تجاوز لأي دين أو معتقد لان النتائج السلبية تكون كارثية على أي من المجتمع. ونافلة القول إن الكثير ممن يعيشون بيننا يعتنقون ديانات ومذاهب لا يمكن بأي حال من الأحوال التجني عليهم أو الاعتداء أو الاستهزاء بهم وهي بحد ذاتها تعاليم الإسلام الحنيف التي تحث على الخلق والتعامل الإنساني ولا إكراه في الدين.
ومن يلاحظ في عالمنا الإسلامي للأسف العديد من التصرفات والانتهاكات التي تبتعد عن الأخلاق والتعاليم السمحة للإسلام.
ولا شك أن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في حكمها هذا قد وضعت النقاط على الحروف من أن حرية الرأي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تهدد السلام الديني أو الاعتداء على الرموز الدينية.
ولكن للأسف هناك من المتعصبين في البلاد الأوروبية والأميركية من يعتقد ان التعدي على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هو نوع من حرية الرأي وهذا ما شاهدناه من محاولات متعددة للإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم ووقف لها العالم الإسلامي وقفة جادة.
لكن هذا الحكم بإذن الله تعالى سيضع حدا للإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ممن يحاولون بشتى الطرق الإساءة للإسلام.
[email protected]