كثير منا يشكو من صعوبة الحياة ومتطلباتها المادية نتيجة الغلاء او عدم كفاية الراتب لتلبية الاحتياجات الضرورية وتزداد المعاناة كلما ازداد عدد أفراد الأسرة لكثرة الطلبات.
ولكن هل فكر أي منا ان الاقتصاد في المصاريف هو السبيل الأمثل للادخار؟ حيث يلاحظ في مجتمعنا غياب ثقافة الادخار تحت ذريعة أسباب كثيرة منها قلة الراتب أو الاحتياجات اليومية على الرغم من أن ديننا الحنيف يحثنا على عدم التبذير وتنظيم الحياة الاقتصادية للفرد، يقول الله عزو جل: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا)، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «رحم الله امرأ كسب طيبا، وأنفق قصدا وقدم فضلا ليوم فضله».
الحقيقة أن هناك تنازعا بين ثقافة الاستهلاك وثقافة الادخار. وللأسف ومن الواقع نجد أن ثقافة الاستهلاك هي الظاهرة المنتشرة في المجتمع، ولا تقف عند الاحتياجات الضرورية بل تعدتها الى المظاهر الزائفة مما تتسبب في عدم ادخار أي مبلغ.
ومن الأمثال الشعبية المشهورة المثل المصري «القرش الأبيض ينفع باليوم الأسود» نعم هذا ما يجب ان نقوم به من تشجيع ثقافة الادخار بدءا من طلاب المدارس واني لاستذكر من الماضي اننا كنا نساهم في المقاصف المدرسية، أما الآن للأسف فأسندت إلى شركات وما على الطالب إلى الشراء.
ومن المظاهر السلبية لعدم اتخاذ الادخار كأسلوب حياة ما أشار إليه احد كبار رجال المال بأميركا بقوله: «إن كنت تقوم بشراء مالا تحتاجه اليوم فسيأتي عليك اليوم الذي تضطر فيه إلى بيع ما تحتاجه» وهذا هو الواقع للأسف الذي يعيشه الكثير منا بأخذ القروض لشراء احتياجات يمكن الاستغناء عنها بل وحتى التسوق لشراء احتياجات المنزل لو دققنا ما فيه من أغراض لاستغنينا عن الذهاب للتسوق لأسابيع لكثرة الأغراض الموجودة، ولكن هذه هي الثقافة السائدة ثقافة الاستهلاك نتيجة لإغراءات الدعاية والعروض والتي تساهم بشكل كبير في زيادة الإنفاق.
وفي هذا السياق، فإن تشجيع ثقافة الادخار يجب أن يكون سياسة وطنية لتشجيع الجميع على الادخار بدلا من الإسراف ولتبدأ وزارات التربية والإعلام والأوقاف بوضع خطة إعلامية لتشجيع الادخار، وهذا ما نأمله ان يكون على أرض الواقع.
[email protected]