انقضى شهر رمضان الفضيل بأيامه ولياليه المباركة بإيمانيات الصوم وقيام الليل وتلاوة القرآن وعمارة المساجد بأعداد كبيرة لا نجدها في الأيام العادية، وها نحن نستقبل الجائزة الربانية متمثلة بعيد الفطر السعيد.
لقد كانت بما تحمله الكلمة من معني «رحلة إيمانية صادقة» عاشها المؤمن المسلم برفقة كتاب الله والمناجاة مع الله عز وجل، مسك لسانه من الزلات، والغيبة المقيتة، إلى ترطيب اللسان بالذكر والاستغفار والدعاء، إلى صلة الرحم والزيارات العائلية.
هذه الرحلة الإيمانية في شهر رمضان يجب أن تكون رحلة مستمرة لا تتوقف، تكون منهاج حياة للمسلم في التمعن بالمعاني الكبيرة للشهر الفضيل بالتقرب إلى الله عز وجل لا بانتهائه تعود الممارسات السلبية وكأننا لم نستفد شيئا من مدرسة رمضان الدينية الأخلاقية.
عندما أشير إلى ذلك فإن الهدف الاسمى هو خلق شخصية المسلم الثابت على دينه وهدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والاستفادة من العبر والأنشطة الإيمانية التي استقيناها من الشهر الفضيل على مدار السنة.
هذا الضيف الذي نستقبله كل عام ونخص به بالزكوات والصدقات والتضرع إلى الله عز وجل لمضاعفة الأجر والثواب يجب ألا تنتهي بانقضائه، بل اتخاذه مثالا في إغاثة المحتاج والتعامل بالخلق الرفيع، على مدار العام.
إن السعادة التي عشناها في رمضان لا توصف على الرغم مما فيها من مشقة الصوم الطويل، فما بالنا ونحن مفطرون.
ولا شك أن أيام المسلم على مدار العام فيها من الروحانية والطمأنينة، حيث يعيش مع القرآن يوميا وصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصيام الاثنين والخميس والإبكار إلى صلاة الجمعة والعمرة ومن المناسبات الحج وما يتبعه من عيد الأضحى وما فيه من نسك وتضحية امتثالا لأمر الله عز وجل ومناسبات دينية مختلفة تتبعها، من عاشوراء إلى السنة الهجرية، إلى المولد النبوي الشريف جميعها تجعل المسلم في رحلة إيمانية دون انقطاع، فما علينا إلا اغتنام تلك الفرص لنعيش بخلق وتعاليم الإسلام في جميع مناحي حياتنا يوميا وليس في رمضان فقط.
[email protected]