تزامنت ذكرى الغزو العراقي الغاشم على دولتنا الحبيبة لهذا العام مع حدث مهم يتمثل بالعثور على رفات العشرات من شهداء الكويت ضمن مئات المفقودين والشهداء الذين اختطفوا من الكويت ابان الغزو.
ولا شك ان العثور على المقبرة الجماعية التي جمعت رفات ابناء الكويت الابرار لم يأت من فراغ بل من جهود حكومية تشكر عليها وبالأخص وزارة الخارجية ووزارة الداخلية استمرت عقودا من الزمن والتي نأمل ان نطويها بالعثور على كل رفات الشهداء وإعادتهم لكي يواروا تراب الوطن الطاهر وهو اقل شيء يمكن تقديمه لهؤلاء الأبطال الذين قدموا انفسهم فداء للوطن.
ان اعادة رفات الشهداء يتطلب استعدادا حكوميا وشعبيا لاستقبال رفات الشهداء وتغطية اعلامية تتناسب مع هذا الحدث والذي امل ان يكون شهادة لهؤلاء الابطال ولذويهم.
ولا شك ان الاستقبال الرسمي والشعبي المطلوب يتطلب اعدادا من الآن بل ودعوة شعبية لاستقبال الرفات ولنا في الدول المتقدمة العبرة في كيفية الاحتفاء بأي مفقود او رفات لأي جندي او مواطن فقد اثناء الحروب مهما طال الزمن.
وهنا استحضر مناسبة عودة رفات جندي أميركي عائدا من كوريا الشمالية الي الولايات المتحدة بعد عقود من الزمن وكيف كان الاستقبال العسكري والسياسي والتغطية الاعلامية.
لهذا الحدث وإن دل على شيء فإنما يدل على الشعور الوطني الخلاق لمن ضحى في سبيل وطنه، وهنا في الكويت الأمر يجب ان يكون كذلك لإضفاء الاعتزاز الوطني الشعبي بمثل هؤلاء الابطال وهذا ما نأمله من الجهات المعنية بدءا من الديوان الأميري عبر مكتب الشهيد والجهات الرسمية والشعبية الأخرى.
[email protected]