مع تعقد الحياة والتطور الهائل لوسائل الاتصال الاجتماعي أصبح أهم شيء في الحياة نشر المحبة والتسامح بين الناس لأنهما يؤديان بلا شك إلى الرقي في التعامل حتى ان اخطأ شخص بحق آخر، فما بالنا إن كان الخطأ بحق الدولة؟!
لقد كان تسامح صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، مع العديد من النشطاء السياسيين نبراسا لهذا التسامح والألفة بين أفراد المجتمع جسده سموه في العفو عن العديد من أبناء الوطن الصادرة بحقهم أحكام قضائية وهو حق لا ينازعه أحد فيه، ولم يكتف سموه بالعفو بل وباستقباله لمن عفي عنهم في قصر الحكم بحضور ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، لهي رسالة واضحة بأن التسامح والمحبة عنوان لنظام الحكم بالكويت.
وما تفضل به أيضا سمو ولي العهد بذات اللقاء بأننا خطاؤون ولكن المهم ألا نتمادى في الخطأ. نعم الكمال لله عز وجل ولكن يجب علينا أن نعي ما نقوم به وندرك التبعات لأي تصرف تجاه الآخر مهما كبر وعلا شأنه أو صغر حتى لا نقع في المحظور.
وكما أشرت في مقالات سابقة الى ان العفو السامي يُطلب ولا يُفرض وها هو قائد الإنسانية والمحبة والسلام يعفو عن أبنائه بل وبالترحيب بهم بأنهم رجعوا إلى أهلهم وديرتهم التي لا غنى عنهم أبدا في العيش خارجها وإن طال الزمن. ففراق الوطن ليس بالأمر السهل وخاصة لمن صدرت بحقهم أحكام قضائية وهم يعيشون خارج البلاد تهربا من تنفيذ الأحكام.
أكرر الوقت مازال سانحا لكي يعود هؤلاء النشطاء لديرتهم وقائدهم وأهليهم ومحبيهم، وأقولها بقلب صادق ومحب لهم: عودوا وستجدون قلبا متسامحا محبا لكل كويتي وهو سمو الأمير، خاصة ان سموه في فترة العارض الصحي كانت أول رسالة وجهها هي «سلامي لكل كويتي وكويتية»، هذا هو الحاكم الذي يبني حكمه على المحبة والتسامح.
نأمل ممن تبقى من أبناء الوطن بالخارج أن يعود ولنطو جميعا صفحة ونفتح أخرى تجمع شمل الكويتيين.
[email protected]