تصدر الخليج العربي ومضيق هرمز والسواحل المجاورة له عناوين الأخبار بعد استهداف السفن والناقلات في مياهه بالأشهر الماضية، بالإضافة إلى تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة الأميركية حول الاتفاق النووي والعقوبات الأميركية.
لذا انطلقت عدة مبادات دولية تحاول صياغة مشروع لأمن منطقة الخليج وممراتها المائية التي يمر منها ثلث إنتاج النفط العالمي.
هناك اربع مبادرات أساسية وهي المبادرة الأميركية والأوروبية والروسية والإيرانية تحمل تصورا لأمن المنطقة، وهي كالتالي:
المبادرة الأميركية: بعد حوادث السفن وناقلات البترول في مياه الخليج وبالقرب من مضيق هرمز بالأشهر الماضية والتي اعتبرت تهديدا لأمن الملاحة الخليجية سعت الولايات المتحدة إلى طرح مبادرة أميركية جديدة للأمن البحري لحماية الملاحة في الخليج، تقوم على أساس إطلاق عملية بحرية متعددة الجنسيات في مياه الخليج، تسمى «الحارس» وتهدف الى تشديد المراقبة والأمن في المجاري المائية الرئيسية الخليجية، وعلى ضوء ذلك تقوم دول المنطقة بحراسة سفنها بالتعاون مع القوة المزمع إنشاؤها.
المبادرة الأميركية يمكن تقييمها، بأنها مجرد خطة تكتيكية لا تحل مشكلات الأمن الخليجي المزمنة، بل ستزيد من التوتر في المنطقة وستجلب العديد من القوات الأجنبية إليها.
المبادرة الأوروبية: ترى دول الاتحاد الأوربي بأن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي الإيراني أدى إلى اختلال امني في منطقة الخليج العربي، وتعتقد بضرورة إيجاد قوة حماية بحرية لأمن الملاحة في مضيق هرمز.
يحاول الأوروبيون العمل وفق خطة تقوم على عاملين، الأول هو إيجاد آلية قانونية لحماية الممرات المائية تعمل وفقها القوة البحرية المزمع إنشاؤها، العامل الثاني هو الوقوف الى جانب إيران والاتفاق النووي لطمأنتها وبذل جهود ديبلوماسية مكثفة لحل الإشكال بينها وبين والولايات المتحدة.
المبادرة الروسية: التصور الروسي لأمن الخليج يسعى لإيجاد مخرج ديبلوماسي للأزمة بين إيران والولايات المتحدة، ويقوم على مبادرة روسية من شأنها تعزيز الثقة بين إيران ودول الخليج العربي بمساعدة مجلس الأمن الدولي.
وتهدف المبادرة إلى إنشاء نظام لبناء الثقة وضمان الأمن الجماعي الإقليمي، يشمل حل كل أزمات المنطقة في الخليج واليمن وسورية.
المبادرة الإيرانية: التصور الإيراني لأمن الخليج تحدث عنه الرئيس روحاني باجتماعات للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، عندما طرح «مبادرة هرمز للسلام»، أو خطة إيران لإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الخليج.
تهدف المبادرة الإيرانية إلى تأمين حرية مرور الطاقة والتجارة الدولية في الخليج العربي عبر مضيق هرمز، ومن أساسيات التصور الإيراني لأمن المنطقة هو خروج كل القوى الدولية بما فيها أميركا من المنطقة، كما تدعو المبادرة إلى عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وعدم الاعتداء، والالتزام المتبادل بأمن الطاقة وحرية التجارة الدولية، وإعطاء الأمم المتحدة دورا أوسع في حل الخلافات بالاحتكام إلى ميثاقها ومبادئ القانون الدولي.
ختاما: يتساءل الكثيرون بعد كل تلك المبادرات الدولية والإيرانية لأمن الخليج، أين هي المبادرة الخليجية بل ما هو التصور الخليجي المحض للأمن الإقليمي؟!
والحقيقة أنه لا توجد مبادرة خليجية، بل تماشت بعض الدول الخليجية مع المبادرتين الأوروبية والأميركية، والأهم هو تجاوب الخليجيين ولو بشكل بسيط مع الرسائل الإيرانية التي حملت مبادرتها بواسطة الكويت إلى بعض العواصم الخليجية.