هناك صراع واضح للعيان بين إيران والولايات المتحدة الأميركية تدرج حتى وصل الى قاب قوسين او ادني من الحرب، بعد فرض عقوبات اقتصادية أميركية شرسة ضد إيران لفرض تسوية جديدة بدلا من الاتفاق النووي الإيراني الذي خرجت منه أميركا وانتقدته كثيرا.
تمكنت الولايات المتحدة من إدارة الصراع مع إيران في الخليج ومياهه، ولم ترد على تهديدات ايران للملاحة الدولية والاعتداءات المتكررة على حلفائه ولا حتى على إسقاط إيران لطائرة أميركية دون طيار، ولكن الولايات فشلت في إدارة صراعها مع ايران عندما انتقل إلى داخل الأراضي العراقية.
فخلال بضعة أيام فقط، تطور الصراع من قصف بسيط متبادل الى اقتحام سفارات واغتيال قيادات رفيعة. وربما سيتحول الى كارثة لا يحمد عقباها، فلن تتخلى ايران عن نفوذها في العراق وكذلك الولايات المتحدة لم تحرر العراق من قبضة صدام لتهديها لإيران!
تعتقد الولايات المتحدة ان قاسم سليماني كان يعتزم الاشراف على عمليات ضد المواطنين والمنشآت والمصالح الأميركية بالتعاون مع الحشد الشعبي وخصوصا كتائب حزب الله العراقي، ولذلك أمرت بعملية اغتياله مع ابومهدي المهندس.
وتصورت الولايات المتحدة ان الرد الإيراني لن يكون كبيرا ويمكن امتصاصه، ومع إمكانية دعم الحراك الشعبي العراقي ضد المكونات السياسية العراقية الموالية لايران ستضمن بذلك استمرارية الوجود الأميركي بالعراق.
يبدو ان حادثة اغتيال قاسمي على أيدي الولايات المتحدة باتت تهدد الوجود العسكري في العراق، فبالرغم من الرد الصاروخي الإيراني على قاعدتين اميركيتين في العراق والذي وصفه خامئني بأنها مجرد صفعة فقط، أما الرد فهو طرد أميركا من المنطقة.
ما هو موقع العراق من الإعراب السياسي والاستراتيجي؟ هل سيكون مع إيران أو الولايات المتحدة، فمنذ الحرب الأميركية العراقية عام ٢٠٠٣ والعراق يمسك بيده اليمني ايران وبيده اليسرى الولايات المتحدة، بالرغم من العلاقات المتوترة بين حليفيه الرئيسيين!
ختاما: أرجح ان يكون العراق هو الحلبة الأساسية لصراع الديكة المرتقب بين الولايات المتحدة وإيران، مدفوعا بما يجري من صراع بين العراق الرسمي وأحزابه وقوات حشده من جهة، وبين العراقيين وانتفاضتهم الشعبية العارمة من جهة أخرى، خصوصا بعد قرار البرلمان العراقي اخراج كل القوات الأجنبية من العراق.