قال تعالى (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ).
لا بد لنا جميعا من الوقوف في وجه الفساد ومحاسبة كل مقصر في عمله، فجميع فئات الشعب مستاءة من أداء المجلس، وإن صح ما يتم تداوله من معلومات خطيرة بشأن تجاوزات مالية في بعض مؤسسات الدولة، فالأمر يتطلب مسؤولية كبيرة ودستورية وقانونية أمام جهات التحقيق كالنيابة العامة وهيئة مكافحة الفساد وديوان المحاسبة للتعامل الجاد مع ما أثير من معلومات تتعلق بالمال العام، والحل في القانون وضرورة تفعيله وتشديده وتطبيقه على الكبير قبل الصغير مهما كان منصبه ومسماه، فلا استثناءات ولا أحد فوق القانون والمساءلة، وأن يكون لنا الرادع لكل من تسول له نفسه المساهمة في تكريس الفساد.
نحن لا نريد أن نتحول إلى دولة تأوي المفسدين وتبارك لهم سرقاتهم للمال العام، ولنا عبرة في كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما أرسل من يجمع الصدقات والأموال فجاءه رجل وقال له هذا لكم وهذا أُهدي إليّ، فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم من استعملناه على عمل ورزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول أي خائن للأمانة.
هذا هو ديننا يحارب أولى حالات الفساد والتنفيع ويصفها بأنها خيانة للأمانة، فلنسم الأسماء بأسمائها، فخائنو الأمانة بيننا كثيرون والفساد داء عضال إذا نخر في جسد تهاوى وتساقط، فسارعوا لمعالجة الفساد واجتثاثه من جذوره، فلا مستقبل لأمة اختطت لنفسها الفساد طريقا والمحسوبية أسلوبا، فطهروا صفحات الكويت من البقع السوداء لتكون كتابا ناصعا ينير لها طريق النماء وتكون الكويت كما كانت درة ولؤلؤة الخليج، أفلا تستحق الكويت ذلك؟
ونستشهد بكلام قائدنا الغالي صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، الذي قال ننتظر لحكم قضائنا الشامخ المشهود له بالاستقلال والأمانة والنزاهة والذي سيأخذ طريقه الى التنفيذ الجاد حال صدوره ولن يفلت من العقاب أي شخص مهما كانت مكانته أو صفته تثبت إدانته بجرم الاعتداء على المال العام، كما قال سموه إن هذا الملف محل متابعته شخصيا.
حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها والمخلصين لها من كل مكروه، ويجعل الله علم الكويت خفاقا عاليا في سمائها، وأن يرد الله من يريد بالكويت شرا وكيدا فيرد الله كيده في نحره، اللهم آمين.
[email protected]