رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندما قدم إلى المدينة المنورة بعد الهجرة وجد اليهود يسكنون المدينة، فأعطاهم العهد والأمان، ولكن اليهود من طبعهم الغدر والخيانة فغدروا وخانوا المسلمين.
وقد أعطى الإسلام لليهود الأمن والأمان وحفظ لهم حقوقهم وهم من أهل الذمة، ومع ذلك فقد دنّسوا مسرى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فيدخلون بأحذيتهم ويمنعون المسلمين ويصدونهم عن الصلاة ورفع الأذان فيه والحفريات الكثيرة تنذر بسقوطه، ويضيفون الحرم الإبراهيمي إلى تراثهم، كل هذا ونحن نمدّ لليهود حبال الوصال ونعلق حياتنا ومستقبلنا على رضاهم ومشورتهم ونصدر البيانات تلو الأخرى من شجب واستنكار وإدانة، لكن علينا أن نتذكر قول المولى عز وجل (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
إن الحرب بيننا وبين اليهود حرب عقيدة قبل كل شيء، فالعقيدة لا تحارب إلا بالعقيدة، والصهيونية عقيدة دينية مغلفة بغلاف سياسي، واليهود متمسكون بها ولن يكون لنا شأن ولن نكون لهم بالمرصاد إلا اذا تمسكنا بعقيدة لا إله إلا الله، محمد رسول الله، قال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، فإسرائيل ليست بالدولة التي تلعب أو تعبث فقط، ولن تكتفي بفلسطين ولا الجولان، ولكنها وضعت على باب الكنيست الإسرائيلي شعارا يقول أقيموا دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات.
وأودّ أن أشير هنا إلى مسلسل «أم هارون» الذي يحكي أن اليهود الذين هاجروا من العراق وإيران في منتصف القرن الـ 19 للكويت شكلوا مجتمعا له حريته وأنهم هاجروا من الكويت هربا من المعاملة السيئة من الكويتيين الذين كانوا يضطهدونهم، وهذا الكلام عار عن الصحة، واليهود لعبوا دورا كبيرا وأساسيا في الاقتصاد الكويتي، وأخذوا كامل حريتهم في ديانتهم وكانوا يمارسون شعائرهم الدينية بكل حرية، وكانوا يسكنون في منطقة شرق وكان حيهم يسمى بفريج اليهود.
واليهود معروفون بالتجارة فاشتغلوا بالتجارة بكامل حريتهم ولم يضايقهم أحد وكانوا كذلك تجارا للسيارات والذهب وهاجروا من الكويت لأسباب اقتصادية وليس بسبب الاضطهاد وكان أهل الكويت يعاملونهم معاملة حسنة، ولن نأمن اليهود الخونة نهائيا، قال تعالى (لتجدنّ أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا)، ولا ندري ما الهدف من وراء إنتاج مثل هذه المسلسلات؟!
[email protected]