- 11 يوماً فرقاً بين التقويمين الهجري والميلادي سنوياً
تحدثنا في الجزء الأول من هذا الموضوع عن التقويم الميلادي والتغير الذي حدث به وكذلك التقويم الهجري وتاريخ بدايته وفق الهجرة النبوية الشريفة، ونلاحظ ان الهجرة النبوية الشريفة حدثت قبل 1438 سنة هجرية، اي قبل 1394 سنة ميلادية، بمعنى انه لو افترضنا اننا نستخدم شهور السنة الهجرية في السنة الشمسية كما هو الحال في السنة الصينية لكنا الآن نحن في سنة 1394 من الهجرة، اي ان هناك فرقا في عدد السنين بين التقويمين، فقد قيم هذا الفرق ووجد ان هذا الفرق مقداره 3 سنوات لكل 100 سنة، وان كل 100 سنة ميلادية تعادلها 103 سنوات هجرية، ويعود هذا الاختلاف الى ان طول السنة الميلادية او الشمسية كما هو معروف للجميع هو 365 يوما، اما السنة الهجرية او القمرية فمدتها 354 يوما.
فلو قسنا الفرق بين التقويمين منذ بداية الهجرة حتى اليوم لوجدنا ان هناك فرقا مقداره حوالي 44 سنة هجرية او قمرية اكثر من السنة الميلادية او الشمسية، وذلك بسبب قصر مدة السنة الهجرية او القمرية والتي مدتها كما ذكرنا 354 يوما، ولكي نبين ذلك بصورة اكثر وضوحا نقول ان هناك اختلافا او فرقا مقداره 11 يوما بين طول السنتين ونجد على سبيل المثال ان شهر رمضان يتأخر في كل سنة حوالي 11 يوما عن السنة الماضية.
ولكي نشرح هذا الأمر لابد لنا ان نتحدث بعض الشيء عن الفلك ونقول ان الجميع يعرف ان مدة الشهر الهجري هي بين 29 الى 30 يوما، فليس هناك شهر في السنة الهجرية مدته 28 يوما، وكذلك ليس هناك شهر هجري مدته 31 يوما، ولكن في واقع الحال فلكيا فإن المدة الحقيقية لدوران القمر حول الكرة الارضية وهو ما يسمى فلكيا بالشهر النجمي، والتي تبلغ بالتحديد مدته الزمنية حوالي 27 يوما و7 ساعات و43 دقيقة و11 ثانية، اي ان الفترة الزمنية للشهر النجمي وهي دوران القمر حول الارض هي اقل من 28 يوما، معنى هذا ان السنة القمرية او الهجرية تبلغ مدتها 354.367.67 يوما، وهذا رقم فيه كسور يصعب استخدامها حسابيا، ولذلك فإن الفلكيين قاموا لتسهيل العملية الحسابية بجبر الكسور العشرية وحذفها وإضافة رقم 1 بدلا عن الكسر العشري الى عدد ايام السنة القمرية لتصبح ايام السنة 355 يوما، فنتج عن ذلك وجود سنة قمرية كبيسة، ولكن بعملية حسابية فلكية اختيرت كل 30 سنة قمرية تكون 11 سنة منها كبيسة ويكون عدد ايامها 355 يوما و19 سنة بسيطة يكون عدد ايامها 354 يوما.
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن مباشرة، لماذا اختيرت 30 سنة قمرية ولم يتم اختيار ارقام سنوات غيرها؟ والاجابة عن هذا السؤال هي ان الفلكيين وجدوا ان قيمة الكسر العشري الذي في السنة القمرية وهو 367.67 يساوي في الواقع 11 على 30 مما يتسبب بوجود فارق حسابي طول السنة فيتم تعويض هذا الفرق بإضافة 11 يوما لكل 30 سنة هجرية.
اي ان السنة القمرية اطول من السنة الهجرية بما مقداره 8 ساعات و48 دقيقة و36 ثانية، والسنة الهجرية 354 يوما، حيث ان السنة القمرية اطول، ويتم تعويض هذا الفرق بإضافة 11 يوما بعد كل 30 سنة هجرية.
وهناك عمليات حسابية عديدة لمعرفة السنة الهجرية البسيطة من السنة الكبيسة لا نجد داعيا لأن نذكرها هنا ولكن اذا كانت هناك رغبة لمعرفة السنوات البسيطة من الكبيسة ذلك من باب العلم بالشيء، فإننا نقول ان هناك العديد من الفلكيين أشاروا الى ان السنوات القمرية او الهجرية التي تنتهي بالأرقام التالية المدونة ادناه والتي عددها 11 رقما قد اعتبروها أرقاما هي لسنوات هجرية كبيسة وهذه الارقام هي: 2، 5، 7، 10، 13، 16، 18، 21، 24، 26، 29 اي ان السنوات الهجرية التي تنتهي أرقامها بهذه الأرقام هي سنوات هجرية كبيسة، اي يضاف يوم واحد الى شهر ذي الحجة (وهو آخر شهر في السنة الهجرية)، ليصبح بذلك هذا الشهر 30 يوما، حيث في السنة الهجرية العادية او (البسيطة) شهر ذي الحجة يتكون من 29 يوما، وبهذا الشكل يكون تم توزيع 11 يوما على السنوات خلال 30 سنة هجرية. فإذا دققنا النظر في هذه الارقام نجد ان ما بين سنتين او ثلاث سنوات قمرية او هجرية هناك سنة قمرية او هجرية واحدة كبيسة بعكس السنة الشمسية او السنة الميلادية فإن كل 4 سنوات هناك سنة شمسية او ميلادية كبيسة ويمكن معرفة هذه السنة اذا كانت ارقام هذه السنة تقبل القسمة على رقم 4 فإذا قبلت القسمة على الرقم 4 كانت سنة كبيسة واذا لم تقبل القسمة على 4 كانت سنة بسيطة.