- زيادة درجة حرارة المرتفع السيبيري ونسبة ثاني أكسيد الكربون في منطقة المحيط الهندي
- مرتفع جوي فوق شبه الجزيرة العربية سيطر على طقسها ومنع دخول التيارات الباردة من الشمال
- المنطقة تدخل «برد البطين» تمتد 52 يوماً وتبدأ بـ«نوء النعايم» ثم «نوء البلدة» و«نوء سعد الذابح»
- احذروا برد الأزيرق «تشار وتشار» نهاية يناير ولمدة أسبوع تقريباً
مع دخول العام الميلادي الجديد أرفع الى مقام صاحب السمو الأمير قائد الإنسانية الشيخ صباح الاحمد والى سمو ولي العهد الامين الشيخ نواف الاحمد والى الحكومة الرشيدة والى المواطنين والمقيمين على هذه الارض الطيبة أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الطيبة، اعادها الله على الجميع بالخير والبركات والامن والامان.
قاربنا على نهاية فترة المربعانية التي تدخل علينا في يوم 6 ديسمبر من كل عام وهي الفترة المعروفة والمشهورة في شبه الجزيرة العربية بشدة برودتها بل كانت تعرف بأنها هي الفترة الأشد برودة بمقاييس الكويت وشبه الجزيرة العربية، والتي هي من ضمن النطاق الصحراوي العظيم الذي يمتد من موريتانيا المطلة على المحيط الاطلسي غربا الى الكويت التي في رأس الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية شرقا، وقد سميت هذه الفترة بالمربعانية لأنها تستمر أربعين يوما وتأتي مباشرة بعد فترة الوسم، حيث يعتبر أغلب سكان الجزيرة العربية أن أول عشرة أيام من المربعانية هي من ضمن فترة الوسم.
والمربعانية تدخل في هذا الوقت من السنة في توقيت ثابت لا يتغير ويتكرر في كل سنة.
وسميت المربعانية لان مدة فترتها تستمر (40) يوما حيث تبدأ في 6 ديسمبر وتنتهي يوم 14 يناير من كل سنة فتبدأ (بنوء الاكليل) ثم (نوء القلب) وتنتهي بنهاية (نوء الشولة) ومدة كل نوء 13 يوما، ولو حسبنا هذه المدة فسنجدها 39 يوما، ولو ان عرب الجزيرة العربية جعلوها تجاوزا (40) يوما وأطلقوا اسم المربعانية عليها لان مدة البرد القارس فيها (40) يوما.
ونلاحظ في فترة المربعانية أن درجات الحرارة تنخفض في النهار إلى 19-20 درجة مئوية، وفي الليل تصل الى أقل من الصفر في بعض السنوات كما حدث في الايام من 20 - 22 يناير من عام 1964.
أما إذا دخلت المربعانية مع هبوب رياح الشمال فإن هذه السنة تكون سنة باردة وجافة ليست فيها أمطار، أما إذا دخلت مع هبوب الرياح الجنوبية فإنها تكون سنة دافئة وقد تحمل معها الأمطار.
ولكن مع الاسف الشديد في هذه السنة نلاحظ أن الوضع في المناخ اختلف اختلافا كبيرا لدرجة أننا لم نعرف حتى الآن في أي فترة نحن، مع العلم أننا في فترة المربعانية الباردة.
وأن المربعانية هذه السنة قد فسدت ولم تكن مثل الماضي شديدة البرودة بل اصبحت عكس ذلك فترة دافئة غير معتادة في مثل هذا الوقت من السنة، مما جعل كثيرا من الناس يتساءل عن سبب ارتفاع درجة الحرارة وانعدام البرد وعدم نزول المطر.
فهناك من أشار الى أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة سببه وجود ثقب الاوزون الذي أدى الى ارتفاع درجة الحرارة.
ولكن نشير هنا إلى أن هناك العديد من الاسباب وليس سببا واحدا أدى الى عدم انخفاض درجات الحرارة وارتفاعها في هذه الفترة من السنة ولعل من أهم الاسباب الآتي:
1- تواجد المرتفع الجوي الذي تبلغ قوته فوق (1022) مليبار فوق منطقة شبه الجزيرة العربية وسيطرته في اغلب الاوقات على طقسها مما منع دخول التيارات الباردة والقادمة من الشمال، ولعل هذا هو السبب الرئيسي في ارتفاع درجة الحرارة في مثل هذا الوقت من السنة.
2- ضعف تأثير المرتفع السيبيري البارد وانحصاره في منطقة شمال روسيا وعدم تمدده واندفاعه الى جنوب شرق وصولا الى المنطقة، الامر الذي يجعل درجة الحرارة تنخفض.
3- ارتفاع في درجة حرارة المرتفع السيبيري وارتفاع درجة حرارة الرياح التي تهب منه.
4- ارتفاع نسبة ثاني اكسيد الكربون في المرتفع المحيط الهندي مما زاد في ارتفاع درجة حرارة هذه المنطقة.
5- عدم وصول الرياح الشمالية الشرقية الباردة التي تهب من وسط قارة آسيا الى المنطقة بسبب سلسلة الجبال المتواجدة في شرق إيران.
كانت منطقة شبه الجزيرة العربية في الماضي تخضع في هذه الفترة لتواجد منخفض جوي يسيطر على المنطقة مما يجعل الرياح الشمالية الباردة تتأثر بتأثير المرتفع السيبيري وتكون المنطقة شديدة البرودة، بل من الممكن ان تكون درجات الحرارة تحت الصفر كما ذكرنا سابقا.
وكذلك هناك الرياح الجنوبية الشرقية التي تهب من المحيط الهندي وتدخل الى شبه الجزيرة العربية عن طريق القرن الافريقي مسببة سقوط الامطار في جنوب شبه الجزيرة العربية مثل جيزان وعسير في جنوب المملكة العربية السعودية والسواحل المطلة على بحر العرب مثل سلطنة عمان واليمن.
وكذلك وجود الرياح الجنوبية الغربية التي تأتي عن طريق المنخفض السوداني والتي كانت تسبب سقوط الامطار عندنا في الكويت وشمال شرق شبه الجزيرة العربية، بل ويمتد تأثير هذا المنخفض إلى أن يصل الى شمال العراق.
ان الرياح خف اندفاعها في مثل هذه الايام وأدى الى ركودها نوعا ما واصبحت سرعتها خفيفة جدا وهو غير المعتاد، ولم يعد لها تأثير قوي ولم تعد تندفع بقوة ملحوظة في شبه الجزيرة العربية في هذه الايام، ولعل هذا يرجع الى وجود المرتفع الجوي المسيطر على المنطقة.
من بعد فترة برد المربعانية تدخل على المنطقة فترة أخرى من البرد ولكن بردها أشد ومدتها اطول وهي فترة برد البطين، وفيها البرد الشديد التي يقال عنها (إن البطين في البر يظهر الصقيع في الليل)، وفترة برد البطين طويلة جدا ومدتها (52) يوما تبدأ من يوم (15 يناير) وتنتهي (7 مارس)
وفيها الانواء الاربعة التي هي (نوء النعايم) و(نوء البلدة) و(نوء سعد الذابح) و(نوء بلع) أو (سعد بلع)، كما يوجد في فترة برد البطين عدة فترات قصيرة من البرد والتي تسمى (برد الازيرق) لان الانسان يكون من شدة البرد لون جلده أزرق. تسمى فترة الازيرق ايضا بفترة برد (تشار وتشار) وترجمتها الى العربية: أربعة وأربعة، والمقصود هنا هو آخر اربعة أيام من (نوء النعايم) وأول أربعة أيام من (نوء البلدة)، وهذا من حساب أهل البر كما كان يقال في السابق ومن حساب أهل البحر (تشار وتشار) اخر اربعة أيام من در (70)، وأول اربعة أيام من در (80) والتي تكون خلال الفترة (من 23 يناير الى 30 يناير).
كما تدخل ضمن هذه الفترة فترة برد العقارب وهي تتكون من ثلاث فترات أو كما يقال من ثلاث عقارب، والتي تكون مدتها (27) يوما تبدأ من يوم (10 فبراير) وتنتهي يوم (7 مارس).
٭ العقرب الاولى (عقرب السم) مدتها 9 أيام تبدأ من يوم (12 فبراير) وتنتهي يوم (18 فبراير)، وهي شديدة البرودة وسميت بعقرب السم لان بردها قاتل مثل السم.
٭ العقرب الثانية (عقرب الدم) ومدتها 9 أيام تبدأ من يوم (19 فبراير) وتنتهي يوم (27 فبراير) وسميت (عقرب الدم) لان بردها يكون أخف من برد العقرب الاولى.
وتدخل ضمن هذه الفترة دخول برج الحوت الذي يقال عنه (في رابع الحوت البرد يموت)، واليوم الرابع من دخول برج الحوت وهو يوم (24 فبراير) هو أول يوم من (نوء بلع) والذي تبدأ فيه حدة البرد بالانكسار.
٭ العقرب الثالثة (عقرب الدسم) ومدتها ايضا 9 أيام تبدأ من (28 فبراير) وتنتهي يوم (7 مارس) وهي آخر العقارب وفيها تخف حدة البرودة ويكون بردها غير ضار لان فصل الربيع يكون قد اقترب.
في نهاية عقرب الدسم تنتهي فترة برد البطين وتدخل بعدها مباشرة برد العجوز في يوم (8 مارس) والتي ليست من ضمن برد البطين، وانما فترة دخول فصل الربيع وجريان الماء في عود الشجر.
نرجو من الله العلي القدير ألا يفسد برد البطين كما فسد برد المربعانية حيث إن المؤشرات تشير الى أن أول شهر في السنة الجديدة سيكون به ما يلي:
1- استمرار وجود المرتفع الجوي على المنطقة.
2- استمرار هبوب الرياح الجنوبية الشرقية رياح (الكوس) تكون بين خفيفة ومعتدلة السرعة.
3- انعدام فرصة سقوط الامطار خلال هذا الشهر.
4- تكون درجة الحرارة فوق المعدل ولكن قد تنخفض بعد منتصف الشهر.
5- احتمال هبوب الغبار العالق مع اشتداد سرعة الرياح.
والله تعالى أعلم.