- أكد أن عاصفة ثالث أيام العيد منبعها جنوب تركيا ووسط العراق
يرصد الخبير الفلكي عادل المرزوق اسباب وتداعيات العاصفة الرملية التي هبت على الكويت الاسبوع الماضي ويؤكد أن منبعها جنوب تركيا حملتها رياح شمالية الى شمالية غربية من الصحراء وسط العراق.
ويؤكد المرزوق ان المنطقة دخلت فترة البوارح الحارة التي تعود الى منخفض جوي موسمي ضخم.
ويحدد مناطق تمركز هذا المنخفض الذي يؤثر بشكل كبير على مناخ مناطق واسعة في قارتي آسيا وافريقيا.
قبيل عيد الفطر بأيام قليلة جدا توقعت هبوب العاصفة الترابية ثالث يوم العيد وذكرت ذلك في «الأنباء» الغراء، وأرجعت سبب هذه العاصفة الى هبوب الرياح الشمالية وكذلك الرياح الشمالية الغربية، بالإضافة الى دخولنا في فترة البوارح، بالإضافة الى تمركز منخفض جوي قوي بلغت قوته (998) مليبار في جنوب الجزيرة العربية، وذكرت بالتحديد ان المنخفض متمركز في جنوب شبه الجزيرة العربية وتحديدا في منطقة الربع الخالي.
ولكن اعتقد كثير من الناس خطأ ان هذه العاصفة الترابية جاءت الى المنطقة من منبعها في جنوب الجزيرة العربية ومن الربع الخالي وهذا الكلام غير دقيق وأود ان أبين هنا الأسباب الرئيسية لهذه العاصفة الترابية ولتوضيح ذلك أقول ما يلي:
1- أن الرياح التي سببت هذه العاصفة هي رياح شمالية الى شمالية غربية منبعها جنوب تركيا.
2- ان الغبار والأتربة التي كانت في هذه الرياح حملتها هذه الرياح من الصحراء المتواجدة في وسط العراق بعد ان مرت عليها هذه الرياح.
3- ان الرياح الشمالية التي مرت على الكويت كانت متجهة الى جنوب شبه الجزيرة العربية لملء المنخفض الجوي المتمركز في الربع الخالي.
4- الرياح الشمالية مرت على الكويت بعد ان تحملت بالغبار والاتربة التي منعت الرؤية.
5- إن الرياح التي تهب علينا من جنوب شبه الجزيرة العربية تكون رياحا جنوبية الى جنوبية شرقية.
لهذا أقول هنا ان الغبار الذي غطى سماء الكويت في اجازة العيد ليس سببه المنخفض الجوي في الربع الخالي وانما اكرر سببه الرياح الشمالية التي جاءت الينا بعد مرورها على الصحراء العراقية.
هذا الوضع المناخي الذي تمر به المنطقة حاليا هو نتيجة لدخولنا فترة البوارح الحارة والتي يعود وجودها الى منخفض الهند الموسمي هو منخفض جوي موسمي ضخم يبدأ عادة بالتشكل فوق الهند في شهر أبريل من كل عام، حيث يؤثر في طقس المنطقة خلال الفترة الممتدة من يوم 6 يونيو الى يوم 15 يوليو من كل عام ويوم نهاية فترة البوارح هو اليوم الذي تتعامد فيه الشمس على الكعبة المشرفة هذا المنخفض يؤثر في مناخ ثلاث قارات هي آسيا وأفريقيا وأوروبا ولكن بالنسبة إلى منطقة شبه الجزيرة العربية، خصوصا في الجزء الشرقي منها نلاحظ قوة تأثيره تزداد في شهري يونيو ويوليو فهذا المنخفض يسيطر على مساحة شاسعة من شبه الجزيرة العربية ويصل شمالا إلى سواحل الدول العربية الآسيوية المطلة البحر المتوسط ويبدأ المنخفض بعد ذلك في الضعف مع بداية شهر سبتمبر ويتلاشى هذا المنخفض تماما في شهر أكتوبر.
ويلعب هذا المنخفض دورا في جذب رياح الموسمية الاستوائية المطيرة إلى الهند وجنوب شرق آسيا والمعروفة عالميا برياح (المونسون) (Monsoon) أو الفترة المطيرة والتي كانت تعرف عند البحارة الكويتيين الذين سافروا الى الهند في الماضي باسمها الهندي وهو اسم (البراصات) والذي يعني المطر وفترة (البراصات) هذه تبدأ من يوم 15 ابريل حتى يوم 15 يوليو وهي الفترة التي يكون فيها فترة الغلاق والكنه أو غيوب النجم الأحيمر وهبوب رياح السرايات العاصفة التي لا تدخل فيها السفن في الماضي إلى البحر.
وتكون تأثيرات هذا المنخفض في ارتفاع درجة حرارة الجو في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق لتتجاوز في العراق وغرب إيران إلى درجات حرارة مرتفعة تصل في بعض الأحيان الى 50 درجة مئوية خلال فصل الصيف كما يسبب منخفض الهند الموسمي انخفاضا كبيرا في الضغط الجوي في المنطقة وتكون أرقام الضغط الجوي منخفضة جدا بحيث تصل خلال شهري يونيو ويوليو إلى أدنى من 990 مليبار.
بعد هذه الفترة يبدأ المنخفض الهند الموسمي يضعف ويفقد مراكزه تباعا بدءا من شمال أفريقيا وأوروبا وسيبيريا في شهر سبتمبر من كل عام ويزداد ضعفه إلى أن يتلاشى تماما في شهر أكتوبر، وذلك عندما تنخفض درجات الحرارة السطحية التي تسببت في تكونيه.
وكما هو معروف فأن يوم 21 يونيو من كل عام يعتبر فلكيا هو بداية (الانقلاب الصيفي) أو بداية فصل الصيف والذي يستمر لمدة ثلاثة أشهر، حيث إن أشعة الشمس تتعامد فيه على مدار السرطان عند خط عرض 23.5° درجة شمالا وهو الحد الأقصى الذي تتعامد فيه الشمس شمال الكرة الأرضية.
وهذا اليوم يعد أطول نهارا في السنة للدول الواقعة في النصف الشمالي للكرة الأرضية حيث تشرق الشمس من أقصى الشمال الشرقي وتغرب في أقصى الشمال الغربي.
كما ان هذه الفترة تعرف في هذه المنطقة باسم «التويبع أو الدبران» والدبران نجم يتبع أو يدبر نجم الثريا والتي تقول العرب عن هذه الفترة الجافة «ما ذكر وادي في التويبع سال» ونوء الدبران يدخل مع دخول برج السرطان الفلكي وهذه الفترة مشهورة ومعروفة بانعدام الأمطار فيها في منطقة شمال الخليج العربي التي تشمل الكويت وغرب إيران وجنوب العراق فصل الصيف، حيث إن درجات الحرارة في فصل الصيف تكون حارة جدا وخصوصا في المنطقة الشرقية من شبه جزيرة العرب.
مناطق تمركز منخفض الهند الموسمي
يتمركز منخفض الهند الموسمي في ثلاث مناطق رئيسية في العالم بالإضافة الى مناطق فرعية اخرى منتشرة في القارات الثلاث وهي قارة آسيا وقارة أفريقيا وقارة أوروبا وهي كما يلي:
1- المركز الرئيسي والذي أخذ منه الاسم فيتواجد في شمال شبه القارة الهندية.
2- المنخفض الذي يطلق عليه اسم المنخفض الحراري العربي والذي يتمركز في جنوب شبه الجزيرة العربية في صحراء الربع الخالي.
3- «منخفض الجزيرة العربية» الذي يتواجد في العراق والكويت.
4- المنخفض والذي يطلق عليه اسم منخفض الجوف ويتواجد في منطقة الجوف شمال المملكة العربية السعودية وشرق الأردن.
5- بالإضافة إلى وجود منخفضات أخرى فرعية أو ثانوية تتمركز غالبا في السودان وتركيا وسيبيريا والأجزاء الجنوبية الشرقية من القارة الأوروبية.
كيفية تكون منخفض الهند الموسمي يتكون منخفض الهند الموسمي بسبب شدة سطوع أشعة الشمس الساقط على سطح الأرض التي تسبب له الحرارة العالية ومن ثم يسخن الهواء الملامس لسطح الأرض بسبب هذه الحرارة العالية فيتمدد الهواء بالجو مرتفعا إلى أعلى إلى طبقة (التروبوسفير) (بالإنجليزية: Troposphere) وهي الطبقة الدنيا من طبقات الجو التي تبدأ من سطح الأرض وتمتد إلى ارتفاع يبلغ حوالي 10كم.
هذا التمدد في الهواء يحدث انخفاضا في كثافة الهواء في المناطق اليابسة هذا الانخفاض في كثافة الهواء يؤدي إلى نشوء منخفض جوي في اليابسة بينما تبقى المسطحات المائية المجاورة لهذا المنخفض أبرد بدرجة مكونة مرتفع جوي وبالتالي يندفع الهواء من المرتفع الجوي إلى منطقة الضغط المنخفض الأمر الذي يؤدي إلى اندفاع الرياح من منطقة المسطحات المائية مثل المحيط الهندي إلى التوغل في داخل شبه القارة الهندية أو الى جنوب شبه جزيرة العرب مثل منطقة صلالة في سلطنة عمان التي تسقط عليها الأمطار في فصل الصيف وكذلك في اقصى الجنوب المملكة العربية السعودية هذا الوضع المناخي شكل بالتالي بالمناطق المحيطة بالمحيط الهندي المنخفض الهندي الموسمي.
فهذا المنخفض يؤثر بشكل كبير على مناخ مناطق واسعة في قارات آسيا وأفريقيا بالإضافة إلى الأحراء الجنوبية من قارة أوروبا حيث تندفع الرياح الموسمية الرطبة إلى أجزاء واسعة من الهند وتسبب سقوط الأمطار الغزيرة جدا والتي تعرف باسم (المونسون) أو الرياح المطيرة ولكن اندفاع هذه الرياح في داخل القارة الآسيوية وفي داخل السهوب الآسيوية تكون الرياح اسقطت كل أمطارها وتدخل علينا كرياح شمالية إلى شمالية شرقية تكون بعد عبورها الآسيوية تكون رياحا جافة وحارة جدا تتجه نحو منطقة الجزيرة العربية ويطلق عليها رياح «البوارح».
كما يسبب هذا المنخفض العديد من الموجات الحارة التي تضرب العديد من المناطق في شرق المتوسط وتركيا وأجزاء من القارة الأوروبية، خاصة الجنوبية والشرقية.
رياح ساخنة تثير الغبار العالق وترفع درجات الحرارة إلى 49
فيما يتعلق في حالة الطقس المتوقعة خلال هذا الأسبوع وحتى يوم الجمعة القادم فإن المنطقة لا تزال تمر في فترة البوارح الشديدة الحرارة ومن المتوقع في هذه الفترة أيضا أن يسيطر منخفض جوي قوي في شبه الجزيرة العربية تبلغ قوته بين (992 و998) مليبار متمركزا في عدة بؤر منتشرة في شبه الجزيرة العربية كلها من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال خلال هذا الأسبوع ما يؤدي الى هبوب الرياح الشمالية إلى الشمالية الغربية النشطة التي يزاد نشاطها في وقت الظهيرة والتي تكون سرعتها بين (35 و50) كم/س، كما أنها تثير الغبار العالق في الجو ولكن هذه الرياح سوف تخف حدتها في الليل ويترسب الغبار مع انخفاض سرعة الرياح في الليل.
هذه الرياح الساخنة سوف ترفع درجات الحرارة في الجو ويكون الجو بصورة عامة حار جدا، حيث تكون درجة الحرارة بين (46 و49) درجة مئوية في النهار بينما تنخفض في الليل فتصل بين (31 و34) درجة مئوية ويكون المدى الحراري بين الليل والنهار (15) درجة مئوية وهو مدى حراري كبير نسبيا.
أما حالة البحر فإنه سوف يدخل في مرحلة تيارات الحمل الشديدة الاندفاع والسرعة غير الصالحة للصيد اعتبارا من اليوم الثلاثاء حتى الثلاثاء المقبل حيث تتحول التيارات البحرية إلى فساد وتكون صالحة للصيد بعد هذا التاريخ ويكون البحر بين معتدل وعالي الموج ويكون ارتفاع الموج بين (1 و2) متر واتجاه التيارات شمالي غربي، والله أعلم.