يقول بوسالم: لاحظت كما لاحظ الكثيرون مثلي من مستخدمي الطريق بعض المشاهدات والتصرفات غير المسؤولة لبعض سائقي السيارات، منها على سبيل المثال لا الحصر، عدم استخدام الإشارات الجانبية عند الانعطاف أو الوقوف، الكتابة في المـــوبايل أثناء القيادة. ويقول: لاحظت أن المركبة تتمايل في الطـــريق، ورأيت كيف يلتصق قائـــد المركبة في ظهر المركبة التـــي أمامه لإرغامها على فتح الطريق مهما كانت الظروف والتي قـــد تؤدي إلى كارثة، رأيت «التقحيص» في المناطق الداخلية وأحيانا أمام البيوت، والوقوف فوق الأرصفة وتضييق المساحة المخصصة للمارة، وتشغيل مكبرات صوت المسجل وكذلك تشغيل جهاز العادم مسببا إزعاجا ودويا عاليا، وشاهدت استخدام بعض البنات المكياج ووضع مساحيق الوجه أثناء القيادة وعنـــد الإشارات الضوئية، والأكـــل أثناء القيادة، ورأيت كيف تغلق مركبتان الطريق أمام السيارات الأخرى للانتهاء من لغو فارغ يدور بينهما. وشهدت على «نحاسة» البعض في ترك مجال لمرور سيارة أو التنازل عن موقف لسيارة أخرى، والأسوأ من ذلك تجاهل البعض لسيارات الإسعاف والمطافئ لأداء عملها، ورأيت تعمد بعض الشاحنات الخروج أثناء أوقات الحظر خاصة أوقات الدوام صباحا، وشهدت السرعة الفائقة والمتهورة لبعض مركبات الميكروباص، وعدم التزام الكثير من سائقي دراجات «الدليفري» بمسار سيرهم والقيادة بشكل متعرج وعدم التزامهم باللباس المقرر لهم.. وغيرها الكثير من المخالفات التي لا يسعنا ذكرها هنا.
أغلب هذه المواقف والمشاهدات مرت أمام عين بوسالم، وبعضها أنا رأيته بنفسي، ولا أشك أن هناك الكثير غيرنا ممن كان شاهدا على مخالفات أخرى قد تكون أكثر خطورة وجسامة، ولكن أين كنا وأين أصبحنا وأين ذهبت تلك العبارة التي تقول «القيادة فن وذوق وأخلاق»؟ والجواب.. لا ندري! وبسبب ما حدث وكل ما يحدث يوميا، نحن بحاجة إلى وقفة تأمل إلى ما آلت إليه بعض التصرفات المتهورة وغير المسؤولة من بعض قائدي المركبات وأسباب عدم احترامهم للنظم والقوانين والأعراف.
القصد.. أسئـــلة كثيرة هنا تتبادر إلى الأذهان عن: من المسؤول عما يحــدث في الشارع؟ هل أصبحت قوانين المرور غير كافية وغير رادعة وتحتاج إلى تعديل؟ أم أن القوانين كافية ولكن الصعوبة تكمن في التطبيق؟ هل المشكلة مشكلة تربية وأخلاق؟ أسئلة كثيرة لا تنتهي، ولكن تبقى حقيقة أن الوضع سيئ وقد يزداد سوءا إذا لم نتحرك سريعا لوضع الحلول الناجعة لهذه المشكلة، ولن يكون القانون وحده هو الحل، ولا يجوز تحميل الإدارة العامة للمرور أكثر من طاقتها، لكن يبقى لوزارة الإعلام دور مهم في التوعية المجتمعية، فهي تحتاج إلى مزيد من الحضور وبذل الجهد التوعوي في هذا الموضوع، بالإضافة إلى دور الأسرة الذي أصبح عند بعض الأسر غائب تماما وعاجز عن أداء دوره، إما بسبب جهل أرباب الأسر بالقوانين، وإما بسبب عدم الاكتراث، وتلك والله مصيبة.
http://www.ahmadalkhateeb.blog.com