كنا ننادي بمحكمة الوزراء، فقالوا وقال لا ضرورة فالأمر عادي ونظيف وعفيف وشريف وشوكت!!
قلنا إن المسألة لن تقف عند حدود المساءلة السياسية السابقة وانها ملف مفتوح وسيصل لمرحلة الاحراج السياسي فلا اذن سمعت ولا عين رأت.
كنا نأمل ان نتفادى الأزمة، فقد كنا نملك المبادرة واكتشفنا ان الفرصة فاتت بعناد سياسي لا معنى له.
واليوم يا معالي وزير الداخلية اما ان تكون على حق وقد فهمنا الامور بشكل خطأ، وعليك ان تثبت ذلك، واما انّ فهمنا للامور صحيح ولابد من استقالتك.
فإذا كنت قد صعدت لمنصة الاستجواب وانت تخفي معلومات عن النواب، او أدليت بتصريحات وأقوال في تلك الجلسة تخالف ما جاء في رد النيابة العامة اليك قبيل صعودك للمنصة، فأنت بذلك تخرج عن دائرة الاستجواب الأول لقضية أخرى مختلفة تماما لا يجدي معها تطوعك ـ جزاك الله كل خير ـ بالاحالة لمحكمة الوزراء.
القضية الجديدة التي انت متهم بها ومن حقك الدفاع فيها عن نفسك، اخفاؤك لمعلومات جوهرية في قضية الاعلانات حال استجوابك عنها.
فمجلس الامة سلطة لها حق الرقابة ولا يجوز منعها عن هذا الدور او التحايل عليه، وما يتضح لنا من رد النيابة حسبما نشر يؤكد أنه حال صعودك للمنصة كانت قد وصلتك افادة رسمية من جهة التحقيق «النيابة العامة» وقد اخفيتها عن النواب.
هذا هو بيت القصيد، ومحور الحديث ومسقط الرأس وجذوة الأمر، هنا فقط نحتاج الى التوضيح ولسنا بحاجة لمبادرات جاءت بعد الوقت الإضافي لزمن المبادرات!
وشخصيا قد لا ألومك لصعوبة قرارك فلقد وجدت نفسك في صبيحة يوم جميل في الكويت بدرجة وزير بل في وزارة الداخلية التي هي القلب النابض للنظام وللدولة.
وبعدما كنت معتزلا الساحة اعلاميا وسياسيا ولربما اجتماعيا، وجدت الناس من أقصاها لأقصاها تتمسح بك وتتودد اليك لأنك معالي وزير الداخلية.
بصراحة ما ألومك، صعبة، ولكن ثق تماما يا «أبونواف» بأن الأصعب هو استمرارك في هذا المنصب بعد هذه الأزمات السياسية.
كلما طال تمسكك بالمنصب زادت صعوبة الحل فبالأمس كنت تملك مبادرة الاحالة لمحكمة الوزراء واليوم اصبحت مرفوضة، واليوم تملك مبادرة الاستقالة واخاف ان تفلت هي منك ايضا في القريب.
كنت تقول بأنك جندي في خدمة الوطن، والوطن اليوم دخل في مشكلة بسبب هذا الجندي، فهل يحترق الوطن من اجل انقاذ جندي ام ان الجندي سيفهم ويقدر ويستقيل ويريحنا؟!
أخاف.. أخاف أن تكون من نظام «چلب بيها» ويغيب آخر أحلامنا بحل الأزمة بشكل هادئ.
اعقلها.. وتوكل.. صدقني.. في صباح جميل.