الحكمة قانون صادق لا يتخلف باختلاف المكان أو الزمان، ومن ثم يجدر بالإنسان أن يبحث عن الحكمة مهما كان مصدرها وأن يعمل بمقتضاها، ولكن الأهم من ذلك أن يتعلم من ذاته وأن يستخرج من كل ما مر به في حياته حكما تجعله يعيش المستقبل بشكل أفضل مما عاشه في ماضيه، ولو أنك تتبعت أحوال الجيل الجديد لوجدت أن الأغلب منهم يعيش أيامه كيفما اتفق دونما أدنى تخطيط للمستقبل أو العمل على وضع برامج تطبيقية من شأنها الارتقاء بصحته وفكره وسلوكه ولست أعلم لم آل حال هذا الجيل إلى هذا الخواء والخمول؟ ربما بسبب التعليم ومستواه المتقهقر وإيكال مهمة تنشئة رجال المستقبل للمرأة ومن جهة أخرى الخادمات اللاتي يتلقفن الطفل منذ خروجه من بطن أمه، وكذلك شبه انقراض مجالس الرجال التي يسمع فيها صغار السن قصص المروءة والكرم والبطولة وأطايب الكلام وأصبحوا أمام قنوات تافهة وأجهزة الهواتف التي بلدت عقولهم وقلوبهم وربما كل ذلك جميعا، ومهما يكن من أمر في واقعنا الذي نعيش فيه ينبغي أن يعول الفرد منا على ذاته وأن يبدأ بنفسه وبمن هم أقرب فأقرب، وأما أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع فلا يعنيها هي أيضا إلا مصالحها الذاتية فانج بنفسك وبمن تحب ولا تعول على أحد ليفكر عنك بحكمة ويخطط لمستقبل أفضل لك، وهذا ما ينبغي أن نغرسه في عقول أبنائنا وطلابنا حتى يخالط منهم اللحم والدم ويسري في عروقهم ومتى تحقق هذا فسنكون جميعا غدا أفضل من اليوم ، وقديما قيل: «ما حك جلدك مثل ظفرك»[email protected]