خلال تصفحي لإحدى الصحف اليومية شعرت بالدهشة عندما وقع بصري على خبر في صفحتها الأخيرة بعنوان «ثلاث فتيات يتشاجرن للاستحواذ على بويه».
وكم كانت صدمتي كبيرة عندما قرأت هذا الخبر وكم كانت الفاجعة عندما علمت ان هذه الحادثة وقعت في الكويت، فالفتيات تتشاجر للاستحواذ على فتاة مسترجلة تتصنع الرجولة ويتشاجرن باللكمات والضرب بالاحذية فهل هذا يعقل؟!
هذه الواقعة حدثت في أحد المقاهي التي لا يوجد عليها أي رقابة على من يرتادونها من الشباب والفتيات والتي تسمح بوجود البويات فيها، وما أثار دهشتي ايضا القرارات التي اتخذتها وزارة الداخلية لمعاقبة الجنس الثالث فقط، ولم تهتم بالحد من ظاهرة البويات فهي تحد من تواجد الجنس الثالث وتسن القوانين لمعاقبتهم وتترك المجال واسعا لتحرك هذه الفئة «البوية» مما يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل في نهاية الأمر. إذا لماذا لا تتحرك الجهات الامنية تحركا سريعا للحد من هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا، فلابد من قوانين صارمة لمعاقبة هذه الفئة التي تهوي بالمجتمع إلى الهاوية.
وما زادني استغرابا ودهشة هو تصارع الفتيات وتنافسهن على البوية حتى لو وصل الأمر للضرب بالاحذية والسب بألفاظ نابية، فهل ذهب الرجال لكي تتنافس الفتيات على فتاة مسترجلة؟! أين الرجال؟ هل تبخروا من الكويت ولم يعد هناك رجل يجتذب هؤلاء الفتيات بدلا من البويات؟
وعندما بحثت عن أمر البويات وجدت أنهن كثيرات في مجتمعنا، وما زاد خوفي هو تواجد بعضهن في مدارسنا وتحرشهن بالطالبات وخروج البوية بصحبة فتاة بعد انتهاء الدوام المدرسي لمقابلة الشباب خارج اسوار المدرسة دون وجود اي رقابة عليهن من ادارة المدرسة، لذا نناشد كل مسؤول ان ينتبه جيدا لمثل هذه الفئة وان يحاول بجميع الطرق ان يحتويها ويوجهها الى الوجهة الصحيحة والفطرة التي فطر الله الناس عليها.
وهنا نتساءل اين الرقابة الاسرية؟ أين الأب والأم؟ أين دورهم الفعال في تربية أولادهم وتوجيههم للطرق الصحيحة، فالبويات بالتأكيد هن نتاج أسرة مفككة تعيسة يعيش كل واحد في عالم بعيد عن الاخر فكل واحد يعيش لنفسه فقط.
لهذا أدعو إلى وقفة جادة من اعضاء لجنة الظواهر السلبية وعلماء الدين والاجتماع والنفس للدعوة الى انشاء مصحات سرية على أعلى مستوى تقوم باستقبال هذه الفئة والوقوف على حالاتها ومساعدتها للرجوع الى الفطرة الانسانية الصحيحة.
وكذلك لابد من وقفة جادة مع الاهل وترك فتيل النزاعات الاسرية والالتفات الى الابناء ومرعاتهم ومراقبتهم والحرص عليهم.
فلنبدأ بحملة وطنية نحمي بها اولادنا ونحمي بها الكويت لنجعلها كما هي درة الخليج.
وعلى رأي المثل «إش حادك يا مسمار؟ قال المطرقة».
[email protected]