علي الرندي
عاد الآلاف من الطلاب والطالبات في ديرتنا الحبيبة الكويت الى مدارسهم بعد أن قضوا إجازة الربيع بين أهليهم وذويهم بعد عناء الدراسة في القسم الأول من السنة الدراسية، وبمناسبة العودة الى المدارس لابد لي من أن أتطرق في زاويتي الى التعليم وسوء التخطيط في وزارة التربية التي تعتبر من الوزارات المهمة في الدول المتقدمة، فحكومة اليابان تولي التعليم والتربية اهتماما قد يكون أكثر بكثير من الصناعة والاقتصاد والمال، فالتعليم يعني صناعة الشباب والرجال فهم الذين سيكونون في المستقبل عماد الأمة وعدتها لتظل قوية وصامدة أمام جميع التحديات، فالتعليم والتربية مهمان في الدول المتقدمة.
لكن في الكويت، أصبح التعليم وخصوصا في السنوات الأخيرة يعاني من سوء تخطيط وتنظيم خاصة في المناهج الدراسية التي لم تشهد اي تطوير، ويلمس غالبية العاملين في الميدان التربوي ان الأوضاع التعليمية في مدارسنا في مختلف مراحلها لا تسر وانها في حالة جمود، والتطوير لابد ان يطول كل جوانب التعليم بما فيها المدرسة، الإدارة، هيئات التدريس وطرق التدريس، والملاحظ ان هذه القضايا يعاني منها التعليم سنويا والحالة من سيئ الى أسوأ، حيث تتراكم المشاكل وتتكاثر ولا نجد من المسؤولين في وزارة التربية إلا أنصاف الحلول وأحيانا «الأنصاف» لا نجدها، وتأتي نتائجها السلبية على رأس الطالب والمدرس وهما القطبان الأساسيان في التعليم.
وسوء التخطيط يأتي لعدم وضوح الأهداف والرؤية المستقبلية لوضع المناهج التي تأتي دائما بصورة مؤقتة وعدم تطويرها لغياب المختصين وأصحاب الميدان التربوي وبذلك تفاقمت المشاكل وتعطلت عجلة تطوير المناهج وأصبح التعليم آيلا للسقوط، ولم يقف التعليم على المراحل الدراسية الأساسية فقط، بل وصل هذا الهبوط الى المرحلة الجامعية.
ويؤكد المهتمون بالتعليم في اكثر من مناسبة ان هذا الهبوط حدث بسبب عدم حدوث تطوير أو تحديث في المناهج الدراسية وبالتالي فإن تقنية التعليم تأخرت عن الركب بدلا من أن تشهد تقدمه وأصابها التسيب والإهمال وأصبحت مخرجات التعليم دون المستوى المطلوب، وبالتالي فإن الأمر يحتاج الى وقفة جادة حتى نعيد قطار التعليم الى «السكة» الصحيحة وإلا فإن النتائج ستكون وخيمة على شبابنا.
أدعو من هذا المنبر ان يكون التطوير والتغيير متوائمين ومتوافقين مع تقدم المجتمع وتطوره حتى يكون التعليم الذي ينفق عليه الملايين من الدنانير سنويا مفيدا ومؤثرا وبناء لإيجاد جيل واع وصالح يساهم في تنمية وبناء وطنه، وان تواكب تعديل وتغيير المناهج خطة مدروسة شاملة لأن التعليم هو الأساس القوي في تشييد وبناء الأوطان وتقدم المجتمعات والأمم.
وفي الختام فإن كل ما نأمله من المسؤولين في وزارة التربية أن يجدوا حلا مناسبا في تعديل المناهج وفي تطوير العملية التعليمية لخلق أجيال قادرة على خدمة وطنها وديرتها.